اسم الکتاب : إيضاح الفوائد في شرح مشكلات القواعد المؤلف : الحلي، فخر المحققين الجزء : 0 صفحة : 8
كلمة حول
الفقهاء
لا يزال
علمائنا الإمامية كانوا حافظين للمذهب الحق بجميع شئونه من ضبط الأحاديث و الآثار
المنقولة عن أهل بيت الوحي المشتملة على فنون العلوم المحتاج إليها الناس في أمر
دينهم من الاعتقاديات و غيرها و لا سيما ما اشتمل منها على الأحكام الفقهية في الحلال
و الحرام فقد شمّر جم غفير منهم في زمن الغيبة لاستنباطها منها كابن ابى عقيل
العماني و احمد بن الجنيد الإسكافي المعبر عنهما ب (القديمين) و على بن بابويه
القمي و ابنه محمد بن على المعبر عنهما ب (الصدوقين) و محمد بن محمد بن النعمان
الملقب بالمفيد و تلميذه شيخ الطائفة الإمامية الشيخ ابى جعفر محمد بن الحسن
الطوسي المعبر عنهما ب (الشيخين) و السيد المرتضى علم الهدى و السيد ابى المكارم
ابن زهرة المعبر عنهما ب (السيدين) و الشيخ ابى القاسم جعفر بن سعيد المشتهر ب
(المحقق) على الإطلاق و نظرائهم- فكم تركوا من الآثار الحديثية و كم حققوا في
العلوم العقلية و النقلية و كم ألّفوا من الكتب الفقهية الى ان وصلت النوبة إلى
شمس فلك الفقاهة الإمام الهمام أول من لقب من بين فقهائنا العظام بآية اللّه الملك
العلام و وصف على الإطلاق بكونه علامة الدهر في الأنام أبي منصور (الحسن بن يوسف
بن المطهر الحلي) أعلى اللّه مقامه الشريف فكم له من تأليف رشيق في العلوم العقلية
و النقلية من كلام و حكمة و تفسير و حديث و فقه و أصول و سائر أنواع العلوم فهو
كما في (الروضات) و (الكنى و الألقاب) علامة العالم و فخر نوع بنى آدم أعظم
العلماء شأنا و أعلاهم برهانا سحاب الفضل الهاطل و بحر العلم الذي ليس له ساحل جمع
من العلوم ما تفرق في الناس و أحاط من الفنون بما لا يحيط به القياس رئيس علماء
الشيعة و مروج المذهب و الشريعة صنف في كل علم كتابا و آتاه اللّه من كل شيء سببا
قد ملاء الآفاق بمصنفاته و عطر الأكوان بتأليفاته انتهت إليه رئاسة الإمامية في
المعقول و المنقول و الفروع و الأصول (انتهى موضع الحاجة) و كتبه الفقهية و ان كان
كلها رشيقة مشتملة على فروع كثيرة و المزايا التي لا يحتويها كتب آخرين الا ان
كتابه (القواعد) من بين كتبه كان له بعض ما ليس للآخر منها، لاشتماله على كثرة
الفروع
اسم الکتاب : إيضاح الفوائد في شرح مشكلات القواعد المؤلف : الحلي، فخر المحققين الجزء : 0 صفحة : 8