اسم الکتاب : المؤتلف من المختلف بين أئمة السلف المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 0 صفحة : 8
الفتويين.
و كانوا
يفتون فقط في المسائل المستحدثة التي لم ترد فيها فتوى عن الصحابة معتمدين بذلك
على عموم الآيات، و الروايات الواردة أو على القياس في المسائل المتفق عليها.
من المسائل
التي طرحت في عصر التابعين مسألة سندية الإجماع (أي: اتفاق الفقهاء حول حكم من
الاحكام) و مسألة حجية الخبر المرسل، (أي: الخبر الذي روي عن النبي- صلى اللّه
عليه و آله- دون ذكر الرواة).
ففي المسألة
الأولى كان مالك يعتبر إجماع أهل المدينة حجة فقط (و ذلك لانتهائه إلى النبي- صلى
اللّه عليه و آله-) في حين كان يرى البعض حجية الإجماع مطلقا.
أما بالنسبة
للخبر المرسل فكان البعض لا يجوز الاستناد اليه، و كان البعض الأخر يأخذ به مشروطا
بشروط، (مثل وثاقة المرسل أو الاطمئنان إلى انه لا ينقل عن غير الثقات). و لا شك
ان الاختلاف في أمثال هذه الأسس و القواعد كان يؤدي الى الاختلاف في المسائل
المفتي بها.
ظهور المذاهب الفقهية:
ابان عصر
تابعي التابعين ظهر مجتهدون كبار من أمثال أئمة المذاهب الأربعة، أو أصحاب المذاهب
المنقرضة مثل: ابن ابي ليلى، و سفيان الثوري، و الأوزاعي، و داود الظاهري، و ليث
بن سعد، و الطبري،.
و في هذا
العصر توسعت شقة الاختلافات أكثر، و ذلك بسبب تضارب الآراء في مصادر الفقه، و ظهور
قواعد فقهية جديدة مثل الاستحسان، و المصالح المرسلة، و اختلاف و جهات النظر حول
قبول بعض أحاديث الاحكام (حيث ان سند بعضها
اسم الکتاب : المؤتلف من المختلف بين أئمة السلف المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 0 صفحة : 8