اسم الکتاب : التنقيح الرائع لمختصر الشرائع المؤلف : الفاضل مقداد الجزء : 4 صفحة : 106
[القسم الأول
في اللقيط]
(الأول)
في اللقيط: (1) و هو كل صبي أو مجنون ضائع لا كافل له. و يشترط في الملتقط
التكليف. و في اشتراط الإسلام تردد. (2)
«وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ»[1] أي كثير الهمز
و اللمز.
قوله:
الأول في اللقيط
[1] يقال
لقيط و منبوذ، فالأول باعتبار أخذه، لأن فعيلا هنا بمعنى المفعول، و الثاني
باعتبار ابتدائه، فإنه منبوذ أي مرمي.
قوله: و
في اشتراط الإسلام تردد
[2]ينشأ من
أصالة عدم الاشتراط، و لأنه إنعام و حضانة و تربية فلا يشترط الإسلام، لجواز
استرضاع الكافرة و جعلها حاضنة إجماعا. و لذلك أطلق الأصحاب جواز الالتقاط من غير
تقييد، و هو فتوى الشيخ في الخلاف.
و من أنه
ولاية و سبيل على من حكم بإسلامه، و لا سبيل للكافر على المسلم بالاية. و أيضا ان
الصبي بسبب الصحبة و التربية يميل إلى أخلاق المربي و أقواله و أفعاله، فلا يؤمن
خدعه عن الإسلام و الفطرة.
و التحقيق
أنه ان حكم بإسلام اللقيط اشتراط إسلام الملتقط و الا فلا.
و هل يشترط
مع الإسلام العدالة أم لا؟ قيل نعم، لما لا يؤمن من خيانته فيبيعه أو يملكه، و
لانه مقبول القول في ما يوجد معه و في الإنفاق عليه، و الفاسق ليس أهلا للأمانة،
فينتزع من يده لو التقطه و يسلم الى عدل.
و قيل لا
يشترط، للأصل و لان المقصود التربية و الحضانة و هما يحصلان بالفاسق. و اختاره
الشيخ في المبسوط و الخلاف[1] على كراهية. و هو
فتوى
[1]
لمزه لمزا من باب ضرب: عابه. و أصله الإشارة بالعين و نحوها. و همزه همزا اغتابه
في غيبته فهو هماز.[2]
المبسوط 3- 340، الخلاف 2- 245.
اسم الکتاب : التنقيح الرائع لمختصر الشرائع المؤلف : الفاضل مقداد الجزء : 4 صفحة : 106