responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأمان من أخطار الأسفار و الأزمان المؤلف : السيد بن طاووس    الجزء : 1  صفحة : 139

الفصل السادس فيما نذكره من زيادة السعادة و السلامة بما يقوله عند النوم في سفره ليظفر بالعناية التامة

حيث قد ذكرنا نوم المسافر و أنه يبقى هو و ما معه محتاجا إلى حافظ لا ينام قادر قاهر فلنذكر ما يحضرنا في ذلك إن شاء الله تعالى فنذكر بعض ما ذكرناه في كتاب فلاح السائل و نجاح المسائل عند النوم فنقول إن النوم موت اليقظة و وفاة الجوارح عن حياة الاستقامة قال الله جل جلاله وَ هُوَ الَّذِي يَتَوَفّٰاكُمْ بِاللَّيْلِ وَ يَعْلَمُ مٰا جَرَحْتُمْ بِالنَّهٰارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ فجعل جل جلاله النوم وفاة و اليقظة بعثا و حياة و قد عرفت أن النائم يصير كالأعمى و الأصم و الأخرس و الزمن و المرطوب و يضيع منه الانتفاع بعقله فيما يقربه إلى علام الغيوب و كأنه إذا نام قد ضيع عياله و أمواله و حوائجه و مهماته و ضروراته و ما بقي له قدرة على حفظ شي‌ء مما كان يحفظه باليقظة من مطلوباته و مراداته و لو أحرزها بالأقفال و ما يجري مجراها من الاحتيال فإنه إذا نام أمكن فيها وقوع ما لا يريد على كل حال فكان الإنسان إذا نام قد أصيب مصائب هائلة و وقع تحت أخطار ذاهلة و ما بقي يقدر على جمع شمله باليقظة على السلامة و بجوارحه على الاستقامة و يحفظ له مهماته على الإرادة التامة إلا الله جل جلاله. أقول فينبغي أن يتوب من كل ما يقتضي غضبه عليه فإن لم توافقه نفسه على التوبة و كان مصرا قد غلبت القساوة عليه فيسأل الله جل جلاله العفو عنه فإن مصانعته لله جل جلاله عند نومه أمر لا بد منه فإنه إذا كان الله جل جلاله غضبان عليه و هو مهون بغضبه و غير ملتفت إليه فقد أعان على هلاك مهجته و كل ما يعز عليه‌

اسم الکتاب : الأمان من أخطار الأسفار و الأزمان المؤلف : السيد بن طاووس    الجزء : 1  صفحة : 139
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست