اسم الکتاب : أجوبة مسائل و رسائل في مختلف فنون المعرفة المؤلف : ابن إدريس الحلي الجزء : 1 صفحة : 451
[229] مسألة
في الصلاة المضيّق وقتها
مسألة: ما
تقول في المضائق إذا جدّ في صلاة الغداة فصلّى منها ركعة ثمّ قام إلى الثانية،
فبينما هو قائم في قراءتها طلعت الشّمس، هل يتمّ الصلاة أم يجعلها فائتة؟
الجواب و
باللّه التوفيق: هذه المسألة فيها خلاف بين أصحابنا مصنّفي الإماميّة و علمائها،
فبعض منهم يقول: إنّ جميعها أداء و يتمسّك بخبر يرويه: «إنّ الصّلاة على ما افتتحت
عليه» و قد افتتحت هذه الصّلاة بنيّة الأداء، و هذا القول مذهب الشيخ أبي جعفر
رحمة اللّه عليه.
و بعضهم
يذهب إلى أنّها قضاء جميعها، و يتمسّك بأنّ اللّه تعالى ما كلّفني إلّا ما أقدر
عليه و جعل له وقتا يسعه أو يفضل عليه، و يقول: الوقت يفضل على العبادة لا العبادة
تفضل عليه، و هو مذهب السيّد المرتضى رحمة اللّه عليه إلّا أنّه لا خلاف بينهما في
أنّ الصّلاة ماضية، بل خلافهما في تسميتها قضاء أو أداء فليتأمّل ذلك، و ربّما
يقوى في نفسي مذهب السيد المرتضى، لأنّ فيه الاحتياط لبراءة الذمّة، و أيضا فهو
المفرّط في تخلّيه بعض الوقت، فليتأمّل ذلك.
اسم الکتاب : أجوبة مسائل و رسائل في مختلف فنون المعرفة المؤلف : ابن إدريس الحلي الجزء : 1 صفحة : 451