responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أجوبة المسائل المُهَنّٰائية المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 21

وقطع سبحانه في إحداهما بالكفر بعد الايمان ، وجوّز ذلك في الأخرى ، ولو كان المراد به الايمان بالظاهر دون الاعتقاد ، ولما قطع سبحانه بذلك وسماهم مؤمنين من غير استثناء ، وقد ذكر سبحانه بذلك المؤمن بالظاهر دون الباطن وبين حاله في قوله تعالى ( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قالُوا آمَنَّا بِأَفْواهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ ) [١] فبأي شيء يتأول القائلون بعدم جواز كفره بعد ، بهذه الآيات الكريمة وأشباهها.

بين لنا تلك أيدك الله بالعلوم الدينية وحرسك الله من الأفعال الدنية ، مع أن المملوك يجد من قلبه ان المؤمن المستكمل بشرائط الايمان لا يجوز عليه الكفر لا كفرا منقطعا ولا كفرا يوافي عليه ، يجزم قلب المملوك بذلك ويقطع به من غير التفات الى دليل ، ولو أعرضت عليه كل دليل ينافي هذا الاعتقاد ما قبله ولا أصغى اليه.

فهل يكون المملوك في هذا الاعتقاد الجازم مخطئا أو مصيبا ، بين لنا ذلك جميعه مفصلا مبينا ، جعل الله كل صعب عليك هينا ، فليوضح ذلك سيدي لعبده ، ولو زاد فيه ورقة من عنده ، وليفعل ذلك سيدي في بقية المسائل فإنه من أهل الفضل والفضائل.

الجواب اختلف الناس في هذه الآية بناءا على اختلافهم في أن الايمان هل يصح أن يتعقبه كفر أم لا ، وفي أن الإحباط هل هو صحيح أم لا ، وفي أن الموافاة هل هي شرط في الايمان أم لا.

فقال السيد المرتضى رحمه‌الله [٢] : ان الايمان الحقيقي لا يصح أن يتعقبه كفر ، لان ثواب الايمان دائم وعقاب الكفر دائم ، والإحباط والموافاة عنده


[١] سورة المائدة : ٤١.

[٢] في بعض الكتب الفقهية نسب هذا القول الى الشيخ « ره ».

اسم الکتاب : أجوبة المسائل المُهَنّٰائية المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 21
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست