responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجموعه رسائل فلسفى صدر المتالهين المؤلف : ملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 98

اتمّ منه‌] كلّما فرضته ثانيا فاذا نظرت إليه فاذن هو هو، اذ لا ميز في صرف شي‌ء [1]».

الثالث: ان العقل البسيط هو كل الاشياء المعقولة بحسب معانيها المفصّلة في وجود واحد، و قد مرّ بيانه. و معنى كونه كل الاشياء المعقولة ليس ان تلك الاشياء بحسب اتحاد وجوداتها الخارجية الخاصة بواحد واحد قد صارت مجتمعة، فان ذلك ممتنع معلوم الامتناع لكل من له ادنى معرفة، فان الماهية [2] الفرسية لها وجود في الخارج مع لواحق غريبة من مقدار و وضع و لون في مادة مخصوصة، و لها أيضا ماهية مخصوصة مع لوازم ذهنية و معانى مناسبة لها موجودة بوجود عقلى، يتّحد في ذلك الوجود اجزاؤها الحدّية [3] و مقوّماتها، و للذهن ان يفصّلها الى تلك الاجزاء.

فحينئذ نقول: كما ان لكل من هذه الحقائق النوعية نحوا من الوجود جسمانيا ماديا يتمايز به اشخاصه و يتكثّر به افراده و يتزاحم فيه تزاحما مكانيا او زمانيا، كذلك لكل منها وجود عقلى مخصوص يباين‌ [4] انواعها تباينا في المعنى و المفهوم، فيكون المعقول من الفرس شيئا و من النبات شيئا آخر ماهية و معنى‌ [5] بحسب الحمل الذاتى الاوّلى‌ [6]. بل المراد انه يمكن ان يكون الماهيات المتكثرة كثرة بحسب المعنى و المفهوم، المتعددة في الخارج بحسب الوجود و الجعل موجودة بوجود واحد عقلى؛ و ذلك الوجود بعينه جامع جميع تلك المعانى مع بساطته و وحدته.

فاذا تقرر هذه المقدمات، نقول: ان النفس الانسانية من شأنها ان تدرك جميع الحقائق الكونية و يتّحد بها اتحادا معنويا، و من شأنها ان تصير عقلا بسيطا و عالما عقليّا، فيه صورة كل موجود عقلى و معنى كل موجود جسمانى على وجه ارفع من‌


[1] - لتفصيل هذه القاعدة راجع هامش «الاسفار» ج 3، ص 338.

[2] - كذا.

[3] - م: فى الحدية.

[4] - فى الاسفار: يتباين.

[5] - فى الاسفار ج 3، ص 337: شيئا آخر جعلا و وجودا.

[6] - الى هنا تمّت نسخة «ل».

اسم الکتاب : مجموعه رسائل فلسفى صدر المتالهين المؤلف : ملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 98
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست