responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجموعه رسائل فلسفى صدر المتالهين المؤلف : ملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 457

و ثانيهما: ان الاشياء في الشهود العلمى و العالم العقلى موجودة بالوجود الحقيقى الّذي هو عين ذات البارى، و اما بحسب الوجود الخارجى و الشهود العينى فمباينة له و مغايرة لذاته، كما ذهب إليه بعض المحققين كابن الجمهور [1] اللحساوى و المحقق الطوسى في «رسالة العلم»، و المحقق الخفرى و نظائرهم، و استدلوا عليه بالبرهان القائم على ان الواجب تعالى كان عالما في الازل بالاشياء على ما هى عليه فى ما لا يزال؛ و لما كان العلم من الصفات الحقيقية ذات الاضافة، فالعلم الحاصل بالفعل يقتضي معلوما حاصلا بالفعل، و الاشياء لم تكن باعيانها الخارجية موجودة فى الازل، فلا بد ان تكون موجودة في اصل الذات بوجود الذات في عالم الشهود العلمى. و ذلك لان علمه تعالى بها اما حصولى او حضورى؛ لا سبيل الى الاول، لانه اما ان يكون بحضور الصورة القائمة بذاته تعالى كما ذهب إليه انكسيمانس الملطى، فيلزم كون ذاته تعالى محلا للحوادث او تعدد القدماء و كونه محلا للكثرة؛ او القائمة بجوهر آخر، كما ذهب إليه ساليس الملطى‌ [2] و اختاره الشيخ في «الاشارات»، فيلزم تعدد القدماء او حدوث علمه تعالى و القائمة [3]، كما تحقق في محله. و يرد على الكل افتقاره تعالى في صفته الكمالية الى الغير، و كونه جاهلا قبل الصور و الجوهر و التسلسل فيهما؛ او كونه موجبا بالنسبة إليهما، و عدم كون علمه عين ذاته، و غير ذلك من المفاسد.

و اما الثانى فلا يخلو (1): اما ان يكون الاشياء [4] حاضرة بذواتها العينية، و المفروض انها حادثة فيما لا يزال كل في وقت معين و هى بديهى البطلان. (2): او بذواتها الذهنية و لا ذهن سوى ذاته تعالى، فيلزم ان تكون موجودة في ذاته تعالى بوجودات ظلية مثالية هى عين وجود ذاته تعالى لئلا يلزم كون ذاته ظرفا لوجود


[1] - كابن ابن جمهور- صح.

[2] - هو طالس الملطى.

[3] - م: او حدوث علمه تعالى او كون تلك الصور قائمة بذاتها.

[4] - ش:- الاشياء.

اسم الکتاب : مجموعه رسائل فلسفى صدر المتالهين المؤلف : ملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 457
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست