اسم الکتاب : مجموعه رسائل فلسفى صدر المتالهين المؤلف : ملا صدرا الجزء : 1 صفحة : 361
[فائدة 4] [فى ذيل آية الامانة]
المراد بالامانة في قوله تعالى:إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ[1]- الآية، الوجود؛ فان كل موجود سوى الانسان فله وجود ثابت لا
يتحول و لا يتقلب من نشأة الى اخرى، و لا من وجود الى [وجود] آخر، و الانسان من
حيث هو انسان فهو في الترقى دائما من وجود الى وجود آخر و من نشأة الى [نشأة]
اخرى، و ليس بثابت على مرتبة منه، فكان الوجود امانة في يده يؤديه يوما الى اهله:
و هو يوم لقاء اللّه تعالى و الوصول إليه. فكان في هذا المعنى ما قاله العارف
الشيرازى:
اين جان عاريت كه به حافظ سپرده دوست
روزى رخش ببينم و تسليم وى كنم
[فائدة 5] [فى المواد الثلاث]
انه لا يلزم من صدق الحكم على الشيء بمفهوم بحسب الاعيان ان يكون
ذلك المفهوم واقعا في الاعيان. و بهذا تتحقق المصالحة بين المشائين و الرواقيين في
وجود المعانى العامة كالوجوب و الامكان و العلية و التقدم و نظائرها في الخارج و
عدمها فيه، فان وجودها في الخارج عبارة عن اتصاف الموجودات العينية بحسب الاعيان.