بسم اللّه الرحمن الرحيم سبحان من تنزّه عن الفحشاء، و لا يجرى في ملكه الّا ما يشاء [1]. و الصلاة على صاحب شريعته‌ [2] البيضاء، و آله مصابيح الدجى و ائمة الابتداء.

اعلم ايها الخائض في لجج هذا البحر العميق بقوة الايمان و التحقيق، ان‌ [3] مسألة القدر في الافعال من الغوامض التى تحيّرت فيها الافهام، و اضطربت فيها آراء

[1] - هذه العبارة اشارة الى حكاية وقعت بين القاضى عبد الجبار المعتزلى و ابى اسحاق الأسفراييني الاشعرى. و هى: ان القاضى عبد الجبار دخل يوما على صاحب بن عباد و عنده ابو اسحاق، فحينما رآه القاضى قال: سبحان من تنزّه عن الفحشاء. فأجاب الأسفراييني بديهة:

سبحان من لا يجرى في ملكه إلّا ما يشاء راجع: «شرح الديوان» للميبدى، ص 40.

أقول: فى عبارة المصنف (ره) اشارة الى المذهب الحق و هو الجمع بين الجبر و التفويض، و التشبيه و التنزيه، كما نطق به صاحب الولاية الالهية. انظر: طبع الروضاتى، ص 7 ناقلا عن «الكشكول» للشيخ البهائى (ره) و غيره.

[2] - الف: شريعتنا.

[3] - من هنا كلام السيد الشريف الجرجانى في بعض تصانيفه، على ما نقل الفاضل البسطامى فى «رسالة القضاء القدر»، راجع طبع الروضاتى، ص 1.