اسم الکتاب : مجموعه رسائل فلسفى صدر المتالهين المؤلف : ملا صدرا الجزء : 1 صفحة : 247
يقال لها صحائف الاعمال. و تلك الصور و النقوش الكتابية يحتاج في
حصولها و انتقاشها في تلك الارواح[1]الى
المصور و الكاتب[2]،
لانها
معلولة، و المعلول لا ينفصل عن علة قريبة من جنسه. فالمصورون و الكتّاب هم الكرام
الكاتبون، و هم ضرب من الملائكة المتعلقة باعمال العباد و اقوالهم؛ و هم طائفتان:
ملائكة اليمين، و هم الذين يكتبون اعمال اصحاب اليمين. و ملائكة
الشمال، و هم الذين يكتبون اعمال اصحاب الشمال:إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيانِ عَنِ الْيَمِينِ وَ عَنِ
الشِّمالِ قَعِيدٌ[3]. و في الخبر:
إنّ كلّ من عمل حسنة يخلق اللّه منها ملكا يثاب به. و من اقترف سيّئة يخلق اللّه
منها شيطانا يعذّب به.إِنَّ
الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ
الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخافُوا وَ لا تَحْزَنُوا وَ أَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ
الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ. نَحْنُ أَوْلِياؤُكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ
فِي الْآخِرَةِ[4]. و في مقابله:هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلى مَنْ
تَنَزَّلُ الشَّياطِينُ. تَنَزَّلُ عَلى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ[5].
كذلك:مَنْ
يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ[6]. و قد مرّ منا القول
آنفا فى بيان السبب الملهم للخير المسمّى بالملك، و السبب الموسوس للشر المسمى
بالشيطان. فتذكّره لينفعك في هذا المقام.
و بالجملة هذا هو المبدأ المؤثر في النفوس، الداعى لفعل الخير، و
مقابله الداعى للشر[7]و هو المسمى
بالملكة عند الحكماء و باسم الملك او الشيطان في لسان الشريعة، و المعنى واحد. و
لم يكن لتلك الملكات من البقاء و الثبات ما يبقى ابدا الآباد لم يكن لخلود اهل
الطاعات و المعاصى في الثواب و العقاب وجه، فان منشأ الثواب و العقاب لو كان نفس
العمل و القول على سبيل الايجاب و هما زائلان، فكيف يتصور بقاء المعلول [و
المسبب] مع زوال السبب و الموجب[8]؟ و ان