responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجموعه رسائل فلسفى صدر المتالهين المؤلف : ملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 239

فصل [1] فى ان عذاب القبر حق بقول مجمل‌

كل من شاهد بنور البصيرة باطنه في الدنيا لرآه مشحونا بانواع الموذيات و اصناف السباع، مثل الغضب و الشهوة و الحقد و الحسد و الكبر و العجب و الرياء و غيرها؛ و هى التى لا تزال تفرسه‌ [1] و تنهشه ان سها عنها بلحظة؛ الّا ان اكثر الناس محجوب العين عن مشاهدتها، فاذا انكشف الغطاء و وضع في قبره عاينها، و قد تمثّلت بصورها و اشكالها الموافقة لمعانيها، فيرى بعينه العقارب و الحيّات قد احدقت [به‌]. و انما هى ملكاته و صفاته الحاضرة الآن في نفسه، و قد انكشف له صورها الطبيعية [2]، فان لكل معنى‌ [3] صورة تناسبه. فهذا عذاب القبر ان كان شقيّا، و مقابله ان كان سعيدا.

تحقيق ذلك على ما حقّقه بعض الاكابر [4] ان بالموت يتجرد النفس عن البدن ليس يصحبها شي‌ء من الهيئات البدنية، و هى عند الموت عارفة بمفارقة البدن عن دار الدنيا مدركة ذاتها بقوتها الوهمية عين الانسان المقبور الّذي مات على صورته.

كما كان في الرؤيا تشاهد نفسها على صورتها التى كانت في الدنيا بعينها، و تشاهد الامور مشاهدة عينا لا بحسّها الباطن، فترى بدنها مقبورة، و تشاهد الآلام الواصلة إليها على سبيل العقوبات الحسّية على ما وردت به الشرائع الحقّة، و هو عذاب القبر.


[1] - ش: تفترسه.

[2] - فى «الاسفار» ج 9، ص 220: صورها الباطنية الحقيقية.

[3] - ش: فعل.

[4] - هو الغزالى. (هامش م).

اسم الکتاب : مجموعه رسائل فلسفى صدر المتالهين المؤلف : ملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 239
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست