responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجموعة الرسائل التسعة المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 348

الانسية الساقطة عن درجة قوة الكمال فهى محشورة الى عالم متوسط بين العقل و الحس و لها اتصال بصورة مثالية مقدارية و الصور التى فى عالم القدر هى حكايات و قوالب و امثال لما فى العالم العقلى من الصور المفارقة و بها قوامها و دوامها و حياتها و كما ان حياة البدن و بقاؤه بالنفس كل حياة النفوس الحيوانية المتصورة بالجسد البرزخى بالعقل و بقاءها به فهى أيضا راجعة الى العقول النازلة بل الى بعض قواها المتوسطة بين العقل و الحس قال معلم الفلسفة اليونانية ان النفس اذا سلكت من التسفل علوا و لم يبلغ الى المقام الاعلى بلوغا تاما وقفت بين العالمين اى بين العقل و بين الحس و الطبيعة غير انها اذا ارادت ان تسلك علوا سلكت بأهون سعى و لم يشتد عليها ذلك بخلاف ما اذا كانت فى العالم السفلى ثم ارادت الصعود الى المقام العقلى فان ذلك ممّا يشتد عليها و امّا النفوس المشتاقة الى الكمال فهى بعد انقطاعها عن هذا البدن الطبيعى مترددة فى الجحيم معذبة دهرا طويلا او قصيرا بالعذاب الاليم ليزول عنها الشوق الى العقليات امّا بالوصول إليها لو تداركته العناية او الشفاعة او بطول المكث و الاستيناس الى السفليات فيزول عنها العذاب و يسكن عند المآب اما الى الدرجة العليا و اما الى الهبط الادنى فيحشر الى اللّه من جهة اخرى من غير تناسخ كما ستعلم‌

الفصل الثالث فى حشر النفوس الحيوانية

فهى عند موتها و فساد اجسادها راجعة افراد كل نوع منها الى مدبّرها العقلى الّذي هو ربّ طلسمها و مصور صنمها و صورة عقلها و معقولها كرجوع قوى النفس الانسانية من المشاعر الادراكية و المبادى الشهوية و الغضبية إليها عند انقطاعها عن هذا العالم و قد حقّق فى مظانه ان هذه المشاعر و القوى النفسانية كلها فى النفس على وجه الطف و ابسط و هى انما اختلفت و تفرقت فى مواضع البدن لان عالم الطبيعة عالم التفرقة و التضاد لبعدها عن عالم الوحدة و من نظر فى الحواس الخمس و افتراقها فى اعضاء البدن و اتحادها فى الحس‌

اسم الکتاب : مجموعة الرسائل التسعة المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 348
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست