responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجموعة الرسائل التسعة المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 337

روح الحيوان و متوفيه و رافعه الى سماء درجة الانسانية هى النفس المختصّة بالانسان و هى كلمة اللّه المسمّى بالروح القدس الّذي شانه اخراج النفوس من القوة الهيولائيّة الى العقل المستفاد بامر اللّه تعالى و ايصال الارواح الى جوار اللّه و عالم الملكوت الاخروى ففى هذه التحولات كانت كل مرتبة لاحقة اشرف من سابقها و لم يكن المنتقل من الحالة السابقة الى الحالة اللاحقة حسرة و ندامة على زوال النشأة الاولى بل ان كانت ففى امر اخر فكهذا ينبغى ان يقاس النشأ الاخروية للنفوس المرتقبة إليها بالعلم و المعرفة تاييد فرقانى اعلم انه قد وقع فى القرآن الحكيم نسبته المتوفى للنفوس تارة الى اللّه كقوله‌ اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها فيدل على ان المتوفى هو اللّه و كقوله‌ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَ الْحَياةَ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَ يُمِيتُ‌ و كقوله‌ كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَ كُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ‌ و تارة ينسب المتوفى الى ملك الموت كقوله‌ قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ‌ و تارة ينسب الى رسل اللّه كما فى قوله‌ حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا و ذكر بعض المفسرين فى وجه الموافقة بين هذه الآيات ان المتوفى فى الحقيقة هو اللّه الّا انه فوض فى عالم الشهادة كل نوع من انواع الاعمال الى ملك من الملائكة ففوض قبض الارواح الى ملك الموت و هو رئيس تحته اتباع و خدم فاضيف التوفى فى آية الى اللّه و هو الإضافة الحقيقة و فى آية الى ملك الموت لانه رئيس فى هذا العمل و الى ساير الملئكة لانهم اتباع ملك الموت و اللّه اعلم بالصّواب انتهى كلامه‌ تاويل قدسى‌ اعلم ان الانسان نشأة جامعة قد بنى وجود هذا المسجد الجامع فى اصول أربعة لكل منها جنود و خدم و فروع لا يعلم تفصيلها الا اللّه و الغاية الحقيقية فى بناء هذا المسجد الانسانى الّذي اجتمعت فيه افراد الانواع اقامة الصلاة بخطابة خطيب العقل على منبر دماغه بشهادة ان لا إله الا اللّه و دلالته بوجوده الجمع المتوحد فى مرتبه روحه البسيط الاجمالى على وحدانية الحق سبحانه و امتثال خلايق قواه الادراكية و التحريكية امره و استماعه ندائه اذا نفذ فى مسامعها صدائه و مشايعتها للروح و اقتدائها به فى الصلاة التى هى معراج المؤمن الى لقاء اللّه و تركها استعمال البدن فى معاملاتها

اسم الکتاب : مجموعة الرسائل التسعة المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 337
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست