responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجموعة الرسائل التسعة المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 303

النفس اودعتها فى خزانته مدركاتها فامسكت القوة الحافظة عددها ثمّ تامّلت بالقوّة المفكرة مدركاتها المستودعة و استرجعتها مرّة بعد اخرى و انتقلت من واحد الى واحد فحصل لها من دلك علم العدد و المساحة و من هذا قيل العدد عقل متحرك اذ العدد هو كمّية مجموع ما حصل من العلم بجزء من النّفس فنقول اذا نظر الانسان الى الابعاد المكانيّة وجد اجزاء العالم بعضها محيطا و بعضها محاطا به كطبقات العناصر و الافلاك فعلم ان منتهى الجزء المحيط مكان الجزء الّذي فوقه حتى ينتهى فى الفحص عن الأمكنة الى طلب مكان الجزء الّذي هو اخر الاجزاء انّه فى اى مكان هو و كذلك اذا نظر الى الابعاد الزمانية و وجد اجزاء العالم بعضها متقدّما و بعضها متأخرا كالحوادث المترتبة المتسلسلة التى بعضها معد لوجود البعض كالوالد قبل الولد و النطفة قبل العلقة و المفردات قبل المركبات فيقع فى الطلب و الفحص عن بدو هذه السلسلة فلنذكر مبدأ معرفة المكان و الزمان و ما بحسبهما من الترتيب فى الفصلين المرتبين‌

الفصل الثانى فى ماهية المكان‌

اعلم ان مكان كل جسم كما عليه الجمهور من الحكماء هو السطح الباطن من الجسم الحاوى له بحيث لم يكن جزء منه خارجا عن ذلك السطح و هذه الحال لا تكون الا فى اجزاء العالم كآحاد العناصر و الافلاك فاذا اخذ مجموع ما فى العالم من الامكنة و التمكنات كلها بما هو شي‌ء واحد مسمى باسم واحد فلم يبق شي‌ء خارجا منه خروجا وضعيا حتى يكون مكان المجموع و الّا لم يكن المجموع مجموعا و ظهر من هاهنا ان لا مكان للعالم جميعا كما لاعداد لجميع الاعداد و المعدودات من جنسها و ذلك لانها اذا فرضها الذهن بحيث لا يشذ عنها عدد و لا معدود و لا يكون بهذا الاعتبار ابدا مقسوما و لا عددا لا معدودا فكذلك حكم مجموع الاجسام و الكميات المكانية اذا اخذت باجمعها كانها شي‌ء واحد فلا يخرج عنها جسم و لا مقدار فلم يكن منقسما بوجه من الوجوه فيكون حكمه حكم النقطة بل ارفع‌

اسم الکتاب : مجموعة الرسائل التسعة المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 303
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست