اسم الکتاب : مجموعة الرسائل التسعة المؤلف : الملا صدرا الجزء : 1 صفحة : 181
مجادلة كلاميّة و ذنابة برهانية
و لعلك لاعتبارك بالمجادلات المشهورية و الخطابات الجمهورية تضطرب و
تصول و ترجع و تقول انّ ما حاول الفلسفى من ان يقيم للشرور و القبائح الكائنتين فى
الوجود معذرة و يجيب اللّه الى عباده فقال ان هاهنا ما هو صلاح و خير بالنسبة الى
النظام الكلى و الامر العام و ما هو كذلك بالقياس الى النظام الجزئى و الامر الخاص
و اذا تعارضا فلا بد من تقديم صلاح الاول و اهمال جانب الجزئى كمن قطع عضوا لصلاح
الجسد كله و جعل كل شر و خير لاحقين لآحاد الناس واجبين فى النظام الكلى فاسد من
وجهيناحدهماانه يلزم منه ان يكون رب العباد فارقهم و هاجرهم
و رماهم بالمصائب و النوائب تقديما لغيرهم عليهم و هذا مما يسؤهم جدا و يسوء ظنهم
بربهم لان عناية كل شيء مصروفة الى نفسه قبل كل شيء فاذا راى ربه يؤثر غيره عليه
و يرميه بالنصب و العذاب لاجله يأس من رحمته و ندم على عبوديته و اى فائدة له فى
ان يكون ذلك الشيء خيرا فانه ان كان خيرا فهو خير لنفسه لا لان مقتضاه مصائبه و
آفاته و قد جاء فى المثل غثك خير من سمين غيرك والوجه الثانىانه اريهم ربهم
عاجزا مضطرا اذ ظن انه لا يجد سبيلا الى صلاح الانام و اقامة النظام الا بادخال
الضر على عاجز المسكين فما له ان يعبد ربّا عاجزا فانه لا يعبد ربه الّا لانه يجد
نفسه عاجزا فقيرا فيلتجئ الى قوى عزيز او اذا كان هو عاجزا مثله فقد فر من العجز
الى العجز تعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا فنجيؤك بمثل ما قال الشاعر:
هون على بصرى ما شق منظره
فانما يقظات العين كالحلم
فاستمع ما يشفيك عن غيظك و يكفيك عن ازالة ريبك فلست اوّل من زلّت
قدمه فى هذا المقام و استقر قلبه من هذا الكلامو اعلمان الطاعة كل
هيئة يقتضيها ذات الانسان او خليّت عن العوارض الغريبة فهى الفطرة الاولى التى فطر
اللّه عليها العباد كلهم و المعصية
اسم الکتاب : مجموعة الرسائل التسعة المؤلف : الملا صدرا الجزء : 1 صفحة : 181