اسم الکتاب : مجموعة الرسائل التسعة المؤلف : الملا صدرا الجزء : 1 صفحة : 172
الّذي هو اشرف الاجسام و الطفها و اصفاها و هو السماء الاولى و سدرة
المنتهى اى هو نهاية عالم الروحانيات و بداية عالم الجسمانيات و كان تلك الانوار
المجردة عندها تنكشف و تتجسم و تنكدر و تتجرم و افتتح بالاحسن فالاخس حتى انتهى
الى اكثف الاجسام الهاوية ثم فتح فاتحة اخرى للاخلاص لتذهيب ذهب الخلاص و عكس
الترتيب الاول من الخسيس فالاخس الى النفيس فالانفس حتى بلغ الى ارواح هى كالافلاك
و نفوس هى كالاملاك الى ان وصل الى خاتم الرسل و هادى السبل الّذي يشبه العقل
الاول و اللّه سبحانه هو المبدأ و المنتهى فى الآخرة و الاولى
الفصل الرابع فى كيفية دخول الشر فى القضاء الالهى
اعلم ان اسم الشر يطلق بحسب العرف العام على معنيين احدهما ما هو عدم
محض كالموت و النقص و الفقر و الجهل و امثالها فانها عدميات محضة و هو على ضربين
الاول عدم ليس ذلك العدم هو عدم مقتضى طباع الشيء و لا ما يمكن حصوله من الكمالات
و الخيرات كقصور الممكن عن الوجود الواجبى و الوجوب الذاتى كذا قصور كل تال من
العقول الفعالة عن سابقه و قصور النفوس عن العقول و الاجسام عن النفوس و الهيولى
عن الجميع فالكمال المطلق و الخير المحض ينحصر فى الحق الصرف و الوجود المحض الّذي
ليس فيه جهة امكانية و من عداه من المهيات المعروضة للوجود لا يخلو من شرية ما على
تفاوت امكاناتها بحسب تفاوت مراتبهم فى البعد عن ينبوع الوجود فهذا الشر منبعه
الامكان الذاتي و الثانى ما يكون عدم مقتضى الشيء او ما يمكن حصوله له من
الكمالات الثانية و غيرها و لا يتصور هذا فى غير الماديات فالعقول الفعالة حيث
يكون وجود كل منها على اكمل ما يتصور فى حقه فلا يكون لها شرية بهذا المعنى و ما
عداها من الامور
اسم الکتاب : مجموعة الرسائل التسعة المؤلف : الملا صدرا الجزء : 1 صفحة : 172