responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المبدأ و المعاد المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 496

أو إدراكية نزلت إلى عالم البدن، صارت حسية. و اعتبر بصفة الغضب كيف يوجب ظهورها في البدن احمرار وجهه و بصفة الخوف كيف يوجب نزولها فيه اصفراره، و كذا الفكر في المعارف و الحقائق و سماع آية من الملكوت كيف يوجب اقشعرار البدن و وقوف أشعاره و اضطراب جوارحه.

و انظر كيف يرتفع صورة المحسوسات التي صادفها البدن و أدركتها القوى البدنية إلى عالم العقل الإنساني و كان محسوسا مشاهدا بالحواس في عالم الجرم، فصار معقولا غائبا عن الأبصار مدركا بالبصيرة و الاعتبار.

و هكذا فافعل ذلك مقياسا في جميع ما وردت به الشرائع الحقة، فاحكم أولا إيمانك محملا في حقيقة كل مأمور به، أو منهي عنه فيها بما يرجع إلى تقوية الجنبة العالية منك و حفظ جانب الله و إعلاء كلمة الحق و رفض الباطل و الإعراض عن الجنبة السافلة و محاربة أعداء الله و اتباع الشيطان داخلا و خارجا بالجهادين، الأكبر و الأصغر.

فصل فيه إشارة تفصيلية إلى منافع بعض الأعمال المقربة إلى الله‌

تنبيه‌

خشوع الجوارح و خضوع البدن بعد تلطيفه و تنزيهه و تطهيره مع ذكر الله تعالى باللسان و تحميده و تمجيده و الإعراض عن الأغراض الحسية و الامتناع عنها بكف الحواس و ذكر أحوال الملكوت و الجبروت و التشبه بها و بالمقربين من عباد الله المخلصين، يوجب عروج القلب و الروح إلى الحضرة القدسية و الإقبال على الحق و الاستفاضة عن عالم الأنوار و تلقي المعارف و الحقائق و الاستمداد من ملكوت السماوات و الأرض، فوضعت عبادة شاملة لهيئات الخضوع و الخشوع و إتعاب الجوارح مع شرائط التنظيف و التنزيه و قصد القربة و صدق النية و الأذكار المذكرة لنعم الله و ثنائه بما يليق بحضرته، و غايتها التذلل لعظمته و الإذعان لأمره و حكمته.

فإن لكل علة مع معلولها، و لكل لازم مع ملزومه، مناسبة شديدة، فيكون حصول‌

اسم الکتاب : المبدأ و المعاد المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 496
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست