اسم الکتاب : المبدأ و المعاد المؤلف : الملا صدرا الجزء : 1 صفحة : 48
ذاته في العقل يستحيل وقوعها في الأعيان و استغناؤها عن الموضوع، و
المقناطيس الذي هو في الكف يجوز عليه الخروج منه و الجذب للحديد.
بل المراد بالكلي، الكلي الطبيعي- أي: الماهية بلا شرط الكلية و
الجزئية، و المعقول من الجوهر و إن كان عرضا بحسب خصوص وجوده الذهني و كونه كليا،
لكنه جوهر بحسب ماهيته، فإن ماهيته ماهية شأنها أن يكون موجودة في الأعيان لا في
موضوع أي إنها معقولة عن أمر وجوده في الأعيان- أن لا يكون في موضوع.
و التمثيل بالمقناطيس إنما يكون باعتبار أن ماهيته متصف بجذب الحديد
مع قطع النظر عن نحو وجودها، فإذا وجد مقارنا لكف الإنسان و لم يجذب الحديد، و وجد
مقارنا لجسميته حديد- فجذبه، لم يلزم أن يقال: إنه مختلف الحقيقة في الكف و في
الحديد، بل هو في كل منهما بصفة واحدة و هو أنها- حجر من شأنها جذب الحديد (هذا)
فقد انكشف و وضح مما بيناه أن ما يصلح أن يكون عنوانا لحقيقة الجوهر و يحمل على
الأنواع المندرجة تحته لذاته لا لعلة كما هو مقتضى الذاتيات- من أنها لا يعلل، هو
معنى الجوهر على الوجه المذكور، و لا شك أن حمل هذا المعنى على الأنواع التي يندرج
تحته إنما يكون لذواتها لا لعلة.
و أما حمل كونها موجودة بالفعل الذي هو جزء من كونها موجودة بالفعل
لا في موضوع عليها فلا محالة يكون بسبب و علة، لأن حقائقها إمكانية.
و إذا لم يكن حمل الموجود بالفعل على ما تحتها من الأجناس العوالي
إلا بسبب لا كحمل الجنس الذي لا يعلل، فلم يصر بإضافة معنى سلبي إليه، جنسا لشيء
و إلا لصار بإضافة معنى إيجابي إليه جنسا للأعراض بل هذا أولى.
و من طريقة أخرى
نقول: الجنس إنما يحمل على ما تحته بالتواطؤ، و ذلك المعنى أي:
الموجود بالفعل لا في موضوع، يحمل على ما تحته بالتشكيك، فإن حمله على الهيولى و
الصورة أقدم من حمله على الجسم و حمله على الأبوين أقدم من حمله على الابن، و كذا
يختلف على جواهر العالم الأعلى و على جواهر عالمنا الأدنى،
اسم الکتاب : المبدأ و المعاد المؤلف : الملا صدرا الجزء : 1 صفحة : 48