responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المبدأ و المعاد المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 470

نفسه عالية متصلة بالعالم العقلي أو العالم النفسي السماوي، فيكون ما يراه في النوم إما نفس الأمر العقلي، أو مثال حقيقي له غالبا.

و إن كانت سفلية متعلقة في الدنيا، فأكثر ما يراه في النوم مجرد صورة خيالية لا معنى لها.

و وجه ذلك أن النفس الإنسانية ذات وجهين، وجه إلى عالم الغيب و الآخرة، و وجه إلى عالم الشهادة و الدنيا.

فإن كان الغالب عليها جهة القدس، فلا بد أن يظهر فيها حقيقة بعض الأشياء من الوجه الذي يقابل الملكوت، و عند ذلك تشرق نور أثره على الوجه الذي يقابل عالم الملك و الشهادة.

لأن أحدهما متصل بالآخر، كما أن الدنيا متصل بالآخرة.

و سيعلم أن جهة النفس التي إلى عالم الغيب هي مدخل الإلهام و الوحي، و جهتها التي إلى عالم الشهادة يظهر منها التصوير و التمثيل. فالذي يظهر من النفس في وجه الذي يلي جانب الشهادة لا يكون إلا صورة متخيلة، لأن عالم الشهادة كلها متخيلات.

إذ الخيال على ضربين، لأنه تارة يحصل من النظر في ظاهر عالم الشهادة بالحس، فيرتقي إليه صورة المحسوس الخارجي.

و تارة يحصل من النظر إلى باطن عالم الغيب، فنزل إليه صورة الأمر المعقول الداخلي.

ففي الأول يجوز أن لا يكون الصورة على وفق المعنى حتى يرى شخص جميل الصورة و هو خبث الباطن قبيح السر.

لأن عالم الشهادة كثير التلبيس لأجل أسباب العرضية و الاتفاقية، فيتفق لأجل الاتفاقات و الأسباب الخارجية العرضية أن يصير رجل حسن المنظر قبيح السر لاكتساب السيئات و قبائح الأعمال المؤدية إلى المهلكات الصفات المنتجة لمرديات المهلكات، و كذا بالعكس.

و أما الصورة التي يحصل في الخيال من إشراق عالم الملكوت على باطن سر النفس، فلا يكون إلا محاكيا للصفة و مطابقا للمعنى و صورة حقيقية للأمر العقلي.

لأن الصورة في عالم الملكوت تابعة للمعنى و الصفة، فلا جرم لا يرى المعنى القبيح إلا بصورة قبيحة. فلا جرم يرى الملك مثلا في صورة جميلة، و لا يرى الشيطان إلا بصورة قبيحة.

اسم الکتاب : المبدأ و المعاد المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 470
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست