responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المبدأ و المعاد المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 438

فهم في باب الوجود المثالي الشبحي في حد التمام من دون الفعلية الحاصلة في المرتبة التي هي فوق التمام.

فنسبتهم إلى عالمهم نسبة النائم التام الخلقة إلى عالم الحس كما قال- ع-:

" الناس نيام، فإذا ماتوا انتبهوا".

و أما الأنبياء و الأولياء و العرفاء الكاملين، فالأنبياء و خصوصا سيدهم و خاتمهم" ص" كانوا في حد التمام و فوق التمام في كلا المشعرين.

و أكثر الأولياء و الكمل من العرفاء و الحكماء، كذلك في باب العقل و المعقول، إلا أنه حيث يكون الإنسان بقدر اشتغاله بعالم الحس محجوبا عن العالمين الآخرين فهو مع كونه تاما كاملا في شي‌ء منهما، لا يكون فوق التام فيه عند حياته الدنياوية بحث يترتب لوازم الفعلية و آثار الفضيلة في ذلك، و إلا لانقطع تعلقه عن هذا الكون الحسي بالكلية، صائرا إلى عالم الذي يكون فيه بالفعل المحض.

فعليك بالتفطن و التحدس مما ذكرناه و أصلناه لتحصيل النشئات الثلاثة التي هي هذا العالم و عالم الآخرة و عالم الجبروت.

فإن القوة على الشي‌ء لا يتصور إلا بكونه منتظر الوقوع و إلا يلزم التعطيل في الأمور الفطرية التي أودعها الله في الطبائع.

فوجود الاستعداد و الكمال في كل من النشأتين الآخرتين كاشف عن وجودهما في الواقع ينتقل إليه النفوس الإنسانية بعد الموت.

فثبت مما ذكرناه وجود عالمين آخرين كل منهما معاد لطائفة من النفوس و ذلك ما أردناه.

تذكرة توضيحية

ثم لقائل أن يقول: تلك الدار الآخرة على كثرة صورها و هيئاتها و أشكالها كجناتها الحسية و أنهارها الملذة و حورها و غلمانها، أو القبيحة المولمة، كجحيمها و حميمها و زقومها، إلى غير ذلك من الخلائق و الأشخاص التي في الآخرة، هل لها مادة تقبل تلك الصورة و الهيئة أم لا، و على تقدير وجودها فما المادة الحاملة لأشخاصها و كمياتها و كيفياتها؟

قلنا: نعم، لتلك الصور الأخروية أمر بمنزلة المادة لها، يشبه المادة الحاملة لهذه الصور الدنياوية من وجه و يفارقها من وجه، أما وجه المشابهة فلكون كل منهما مما يحلها

اسم الکتاب : المبدأ و المعاد المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 438
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست