responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المبدأ و المعاد المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 423

تبصرة تفصيلية

اعلم أن لأهل الإيمان و الاعتقاد بحقية الحشر و المعاد (الجسماني و الروحاني) حسبما ورد في الشريعة الحقة مقامات:

الأول، أدناها في التصديق و أسلمها عن الآفات مرتبة عوام أهل الإسلام، و هو أن جميع أمور الآخرة من عذاب القبور و حياتها و عقاربها، أمور واقعة محسوسة من شأنها أن يحس بهذه الباصرة الحسية، لكن لا رخصة من الله تعالى في إحساس الإنسان ما دام في الدنيا، لحكمة و مصلحة في إخفائها عن عيون الناظرين، كما يدل عليه ظاهر بعض الروايات.

المقام الثاني، أن تلك الأمور الموعودة في عالم الآخرة، هي مثل ما يرى في المنام، كلها أمور خيالية لا وجود لها في العين كما لا وجود عينيا لما يراه الإنسان في نومه من الحيات و العقارب التي يلدغها، إلا أنها كثيرا ما، يتألم منها في النوم حتى يصيح في نومه و يعرق و ينزعج عن مكانه، انزعاجا شديدا، و كذا في جهة اللذة، فإنه ربما يلتذ بشي‌ء في النوم لا يمكن أن يوجد مثله في اليقظة التذاذا أو سرورا كل ذلك يدركه في نفسه و يتأذى أو بتلذذ به، كما يتأذى اليقظان أو يتلذذ من مشاهدة الموذيات و اللذات العينية، و النائم يشاهده و أنت ترى ظاهره ساكنا و لا ترى حواليه حية موجودة، و هي موجودة في حقه، فالعذاب حاصل، و لكنه في حقه غير مشاهد.

و إذا كان العذاب في ألم اللدغ فلا فرق بين حية يتخيل أو يشاهد.

و كذا الحال في الجنات و الأشجار و الأنهار و المواضع النفيسة و الأشخاص الشريفة التي يراها النائم و يسر بمنادمتها في نومه، و هي حاصلة له موجودة في حقه غير موجودة في الخارج، و لا مشاهدة بالحواس.

و هذا هو الذي ذهب إليه الشيخ الرئيس في باب جنة الناقصين في العلوم من الزهاد و العباد غيرهم ممن يحذو حذوهم، و نار الناقصين في العمل من الفساق و غيرهم ممن نزل منزلتهم، و تبعه الغزالي كما يظهر من كتبه و رسائله.

و مما يدل على أن ما ذكرنا هو ما ذهب إليه الشيخ قوله في أواخر إلهيات الشفاء عليها تأثيرا و صفاء كما يشاهد في المنام، فربما كان المحلوم به أعظم شأنا في بابه من‌

اسم الکتاب : المبدأ و المعاد المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 423
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست