responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المبدأ و المعاد المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 296

آلاتها كالقلب و الدماغ، و تدرك الضعيف بعد القوي و الخفي بعد الجلي، و ربما يقوى في الأربعين في الغالب.

وهم و تنبيه‌

فإن قيل: هذه القوة أيضا يقصر عن الإدراك بالمرض الذي في مزاج البدن.

قلنا: تعطلها بعد تعطل آلتها لا تدل على أن لا فعل لها في نفسها، بل يجوز أن يكون فساد الآلة مؤثرا فيها من وجهين: أحدهما، أنها إذا فسدت اشتغلت النفس بتدبيرها فانصرفت عن جهة المعقولات.

فإن النفس إذا اشتغلت بالخوف لم تدرك اللذة، و إذا اشتغلت بالغضب لم تدرك الألم و إذا اشتغلت بالمعقول لم تدرك في حال الشغل به غيرها، فيشغلها شي‌ء عن شي‌ء، اللهم إلا أن يصير قدسيا في غاية القوة.

فعلى هذا لا بعد في أن يشغله ضعف الآلة و الحاجة إلى إصلاحها عن خاص فعلها.

و الثاني، أن الآلة الجسمانية ربما يحتاج إليها ابتداء ليقوم له الفعل بنفسها بعده، كما يحتاج من يقصد بلدة إلى دابة فإذا وصل استغنى عنها، فإذا فعل واحد بغير آلة تدل على أن له فعلا في نفسه.

و تعطل العقل لتعطل الآلة يحتمل هذين الشيئين، فلا حجة فيه، لأن ما ذكرناه في قوة قياس استثنائي تاليها متصلة كلية موجبة، استثني فيه نقيض التالي، و هو سالبة جزئية متصلة، ينتج نقيض المقدم، صورتها هكذا: لو كان التعقل بآلة جسدانية لكان كلما عرضت لها آفة و كلال يعرض لها في التعقل فتور، لكن ليس هذا كليا، ينتج أن تعقلها ليس بآلة بدنية. و ما قيل عليه ليس صحيحا، لأنه استثناء لعين التالي و هو غير منتج.

و مما يتبين به، أن القوة العاقلة ليست منطبعة في محل كعضو و نحوه، أنها لو كانت‌

اسم الکتاب : المبدأ و المعاد المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 296
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست