responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المبدأ و المعاد المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 250

لأنه غير تام، إذ ارتسام صور بعضها في بعض إن كان إدراكا بطل القول بأنها خمسة، بل يكفي الأقل، و إن لم يكن ذلك إدراكا عاد هذا الإشكال و ما هو أقوى منه، و هو استعمال العقل إياها في المعقولات.

بل بأنه ليس بواجب أن يكون القوة التي هي آلة لتركيب الأمور مدركة لها حتى تمتنع أن يصير القوة الجسمانية آلة للوهم أو القوة العقلية في تركيب المعقولات المتعلقة بالمحسوسات أو غيرها و تفصيلها.

أ لا ترى أن القوة التي في يد الإنسان قد تصير آلة لتركيب الأجسام و تركيبها و تفريقها، مع أنها غير مدركة لها، فكان هذه القوة يد معنوية للنفس الناطقة، كما أن قوتها الإدراكية عين روحانية لها.

و معنى استعمالها المفكرة في الترتيب الفكرى أنها بهذه القوة يقدم بعض ما فيه الانتقال الفكري على بعض آخر، و لا استبعاد في ذلك أصلا.

تذكرة استبصاري‌

و مما يجب أن يحقق أن لكل واحدة من هذه القوى الإدراكية حاملا خاصا و موضعا خاصا.

أما الحامل فهو جسم حار لطيف حادث عن لطائف الأخلاط الأربعة، كما أن الأعضاء حادثة عن كثافتها على نسبة محدودة مزاجية، و هو المسمى بالروح البخاري، و هو البدن أولا للنفس الناطقة، و البدن الكثيف قشره و غلافه، كما أنه قشر للنفس، لأنها تكدرت فصارت روحا نفسانيا، ثم حيوانيا، ثم طبيعيا، فحملت القوى النفسانية و الحيوانية و النباتية، و منبعها القلب الصنوبري.

و من ثم يتوزع على المواضع العالية و السافلة من البدن، فما يصعد منه إلى معدن الدماغ على أيدي خوادم الشرائين، معتدلا بتبريده فائضا إلى الأعضاء المدركة و المحركة، منبثا في جميع البدن، يسمى" روحا نفسانيا"، و ما يسفل منه إلى الكبد بأيدي سفراء الأوردة، الذي هو مبدأ القوى النباتية منبثا في أعماق البدن، يسمى" روحا طبيعيا".

اسم الکتاب : المبدأ و المعاد المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 250
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست