responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المبدأ و المعاد المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 213

عواقب الأمور.

فميزك الله و أكرمك إعظاما و تشريفا بصفة أخرى هي أشرف من الكل و هو العقل، فبه تدرك مضرة الضار و منفعة النافع و ما يضر في المال و إن كان نافعا في الحال.

هذا أنموذج في بيان ترتيب ما أودع الله فيك و أنعمه عليك في باب الإدراك و نظم الأمور الإدراكية فيك من القوى الإحساسية و التخيلية و العقلية التي هي في الحقيقة طائفة من ملائكة الله تعالى المسخرة لانتظام أمرك بحسب الإدراك.

فصل في بيان عناية الله تعالى في خلق القوى المحركة

و أما بيان ما أنعمه عليك من القوى التحريكية التي هي طائفة أخرى من جنود الله و كيفية نظمها و ترتيبها فيك فهو أنه تعالى لو خلق المشاعر و المدارك حتى تدرك الأمور التي لها مدخل في استكمالك و حفظ بقائك ما دمت في دار الدنيا من أسباب التغذية و غيرها حتى تدركها من بعد أو قرب و لم يخلق لك ميل في الطبع و شهوة له و شوق إليه يستحثك على الحركة لكان الإدراك معطلا، فاضطررت أن يكون لك ميل إلى ما يوافقك يسمى" شهوة"، و نفرة عما يخالفك و يسمى" كراهة"، لتطلب بالشهوة و تهرب بالكراهة، فخلق الله تعالى فيك شهوة الغذاء و سلطها عليك و وكلها بك كالمتقاضي يضطرك إلى التناول حتى تغتذي و تبقى بالغذاء.

و هذا مما يشارك فيك الحيوان دون النبات.

ثم هذه الشهوة لو لم تسكن إذا أخذت مقدار الحاجة من الطعام أسرفت و أهلكت نفسك، فخلق الله تعالى الكراهة عند الشبع لتترك الأكل بها، لا كالذرع فإنه لا تزال يجذب الماء إذا انصب في أسافله حتى يفسد فيحتاج إلى آدمي يقدر غذاءه بقدر الحاجة.

و كما خلقت لك هذه الشهوة لبقاء شخصك خلق شهوة الوقاع لبقاء نسلك و نوعك.

اسم الکتاب : المبدأ و المعاد المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 213
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست