responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المبدأ و المعاد المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 21

موضع (ما) على هذا المبلغ فإنما عني به ما هو مجرد بذاته و علاقته في وجوده أو حدوثه.

و أما الأمر الثاني و هو الرجوع إلى قاعدة أخرى فهو أنا نقول: قد تحقق و تقرر أن الوجود إنما يقع على أشياء بتقدم أو تأخر و كمال و نقص و بعض المعاني حظه من الوجود آكد كالجوهر القائم بنفسه و بعضها وجوده في درجة الضعف كالجوهر القائم بغيره و كالعرض.

و كل ما هو علة الذات فحظه من الوجود يجب أن يكون أسبق و آكد من حظه المستفيد منه فما ليس له من الوجود حظ القوام بنفسه فليس يجوز أن ينال غيره منه حظ القوام بنفسه.

و هذا شي‌ء يحكم به الوجدان بدون المراجعة إلى البيان و البرهان و خصوصا على رأي من يكون الصادر الأول عن الجاعل عنده نفس الماهية و الوجود من الاعتبارات العقلية المنتزعة عنها في مرتبة متأخرة عنها نحوا من التأخر إذا لمع بالقياس إلى علته عنده كنحو الشبح من ذي الشبح و الظل من ذي الظل و كما لم يكن الظل أشرف و أكمل من ذي الظل فكذلك المعلول من علته كيف و النفس الناطقة التي لنا مع تجردها و حياتها، قصرت عن إيجاد جسم سواء كان بدنها أو غير بدنها، فبأن يقصر الجسم الذي هو جوهر ظلماني ميت في نفسه عن إيجاد نفسه أو نفس أخرى كان أولى على ما يقتضيه ذوق أهل الإشراق.

فقد ثبت إذن: أن موجد النفس لا يكون جسما و لا جسمانيا فيكون مفارقة عن المواد فإن كان واجبا فهو المطلوب و إن كان ممكنا كان محتاجا إلى مرجع أشرف فينتهي لا محالة إلى واجب الوجود بذاته.

و هذه الحجة من الحجج القوية عند ذوي البصائر الثاقبة من أصحاب الحكمة المتعالية الذين حصلت لهم ملكة تجرد الأبدان و شروق الأنوار و من استبصر بصيرته يحكم برجحانها على كثير منها.

نكتة عرشية

قد تقرر في الكتب المبسوطة من العلم الأعلى و الفن الربوبي: أن للعالم بجميع‌

اسم الکتاب : المبدأ و المعاد المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 21
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست