اسم الکتاب : كسر أصنام الجاهلية المؤلف : الملا صدرا الجزء : 1 صفحة : 220
السّافلين، فيطير نفسه المتقوّية[1]بجناحي العلم و العمل إلى جوار ربّ العالمين.
أمّا طريق العلم، فبيّنّا كيفيّة سلوكه مجموعة في كتابنا[2]المسمّى ب «الحكمةالمتعالية» الملقّب ب «الأسفارالأربعة» و متفرّقة في مواضع من[3]كتبنا و رسائلنا.
و أمّا طريق العمل، فتفاصيل الأعمال مستنبطة من كتب[4]اللّه و أحاديث نبيّه[5]و أوليائه الطّاهرين (سلام اللّه عليهم[6]إلى يوم الدّين) استنباطا بالأفكار
العقليّة و الأنظار العلميّة؛ كما أنّ تفاصيل العلوم[7]مستنبطة من الكتاب و الحديث[8]استنباطا بالأطوار السّرّيّة و الأذواق التّألّهيّة الّتي[9]هي فوق طور الفكر و النّظر بمقدّمات
المجاهدة و أوضاع السّلوك لسبيل الرّياضة.
و إذا بلغ الكلام إلى هذا المقام، فلنختم[10]الرّسالة ببيان شروط الإرادة و فرائض المريد و مقدّمات سعيه
و اجتهاده[11].
اعلم أنّ من شاهد حقارة الدّنيا و فناءها و علم عظم الآخرة و بقاءها-
إمّا بحسب تقليد إيمانيّ أو[12]بحسب[13]عرفان[14]قلبيّ برهانيّ[15]- أصبح بالضّرورة مريدا لحرث[16]الآخرة مشتاقا إليها سالكا سبيلها