responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح الهداية الأثيرية المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 88

هداية: يزول بها و هم و اشتباه بما وقع لأحد في كيفية التلازم الثابت آنفا بين الهيولى و الصورة إذ الوهم و الاشتباه نوع ضلال فعبر المصنف عن إزالته بالهداية كما هو عادته في هذا المختصر و لنقدم هاهنا ما يتوقف عليه تلخيص الكلام في المطلوب و هو أن التلازم عند التحقيق إنما يقتضيه علة موجبة يكون التلازم بينها و بين معلولها أو بين معلولين لها لا على أي وجه كان، بل بإيقاع تلك العلة ارتباطا ما افتقاريا بينهما على وجه من الوجوه البتة إذ لو لم يكن كذلك فلا تعلّق لأحدهما بالآخر.

و يمكن فرض انفراد أحدهما عن الآخر و ما يظنه الجمهور من أمر المتضايفين اللذين بينهما تضايف و تلازم بحسب الماهية أنه بلا تحقق افتقار بينهما باطل أما الحقيقيان فبافتقار كل منهما إلى معروض الآخر و أما المشهوريان فبافتقار بعض كل منهما و هو إضافته إلى بعض الآخر و هو ذاته و على هذا القبيل تلازم العقود و تعاكس القضايا و تقاوم اللبنتين المنحنيتين ليس من باب التلازم بل من باب تدافع الأثقال المتساوية الميول كجوانب الأرض إلى مركز الكل و لو عدّ من التلازم فإنما هو في حفظ الوضع لا في الوجود و كل منهما يحتاج في ذلك إلى ذات الأخرى. و أما المعان بحسب المعلولية فليس يصحّ أن يستندا في درجة واحدة إلى علة واحدة حقة بل يجب انتهاؤهما إلى علة موجبة أحديّة الذات متكثرة الحيثية الاعتبارية و كل واحد منهما يستند إليها من حيثية يصدر عنها بتلك الحيثية فكلّ منهما يستلزم العلية بجهة و العلة تستلزم الآخر بجهة أخرى، و لهذا لا يتحقق التلازم بين المعين لعدم تكرر الوسط.

إذ تمهد هذا فنقول في كيفية التلازم بين الهيولى و الصورة: اعلم أن الهيولى ليست علة موجبة للصورة لأنها القابل المحض كما سبق منّا القول فيه و القابل من حيث أنه قابل لا يكون منه فعلية التحصل و لأنها لا تكون موجودة قبل وجود الصورة لا قبلية زمانية لما مرّ و لا قبلية ذاتية، و إلّا لتقدّمت الهيولى المتشخصة في الوجود بالذات على الصورة و اللازم باطل لأن الصورة سبب لوجود الهيولى فيلزم الدور، و العلة الفاعلية للشي‌ء يجب أن تكون موجودة قبله قبلية ذاتية و الصورة أيضا ليست علة للهيولى سواء كانت علة مطلقة أو آلة و [او] واسطة، و الآلة ما به يؤثر الفاعل في منفعله القريب، و الواسطة هي معلول يقاس إلى طرفيه أحدهما معلول مطلق و الآخر علة بعيدة، و الواسطة معلول قريب لأحدهما و علة قريبة للآخر لأن الصورة إنما يجب وجودها مع الشكل أو بالشكل فإنها تحتاج في تشخصها إلى التناهي و التشكل،

اسم الکتاب : شرح الهداية الأثيرية المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 88
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست