responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح الهداية الأثيرية المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 435

ذاتها لأنها أمر جوهري محصل الذات، وجهة تجدد باعتبار انضمام أمر متجدد إليه، لو لم يكن انضمام مثل هذا الأمر إليه لم يتم مبدئيته للحركة. فانضمام كل جزء من إحدى السلسلتين إليه هو مبدأ لجزء من إجزاء السلسلة الأخرى و بانضمام هذا الجزء إليه يصير مبدأ لجزء آخر غير الجزء من السلسلة الأولى على وجه الاتصال من غير دور. و أجزاء كل من هاتين السلسلتين غير متفاصلة بعضها عن بعض في الوجود لأنها متصلة واحدة، لكن في التعبير يقع بحيث يوهم إنها متفاصلة يعوز العبارة عن بيان كون المبدأ باعتبار انضمام أجزاء كل من هاتين السلسلتين يصير علة للأخرى، فتجدد كل منهما بتجدد الأخرى على وجه الاتصال كما عرفت في الحركة الطبيعية، فاجعل ذلك مقياسا لتصحيح صدور كل متغير عن حادث و منشأ.

ذلك نقص الفاعل المباشر للحركة المصحوب للهيولى لوقوعها في أواخر الموجودات الموجب لبعده عن منبع الوجود و الكمال و حاجته إلى الاستكمال.

أنا هنا أقول: و قد علمت طريقتنا من القول بتناهي الحركات جميعا، فلكية كانت أو عنصرية، و قصور جميع الممكنات عن درجة السرمد و الأزلية. فالأمر في ربط الحوادث الزمانية بالقديم علينا أصعب، لكن وفقني اللّه برحمته و فضله لأصل حكمي انقشع بنوره غيم الشك عن وجه درك الحق و اليقين و هو: إن الحوادث تستند بأسرها إلى الحركة الدورية و لا تفتقر هذه الحركة إلى علة حادثة، فإن موضوع قولنا: كل حادث زماني فله علة حادثة هو الماهية التي عرض لها الحدوث من حيث كونها معروضة له، و لا كذلك الحركة بل ماهيتها لنفس الحدوث و التجدد فهي حادثة لذاتها، و الذاتيات لا تعلل. و السؤال بلم لا يجري في حدوثها و تجددها، كما لا يجري في كون الأمس قبل و في كون الغد بعد؟ لأن القبلية و البعدية نفس حقيقية الأمس و الغد.

و نحن بعد المراجعة إلى عقولنا لم نحكم جزما إلا بوجوب علة حادثة لمعلول متجدد. و أما المعلول الذي نفس مهيته الحدوث و التجدد، فلا نحكم عليه بذلك إلا إذا عرض له تجدد و حدوث زائد على مهيته كالحركات المستقيمة العنصرية و غيرها من الكمية و الكيفية بخلاف الدورية الفلكية التي لا يعرض لها حدوث غير حدوثها التجددي الذاتي إلا بحسب الفرض و الوهم. كما إن الهيولى جوهرها ليس إلا القوة و الاستعداد، فلا يحتاج في استعدادها الذاتي نحو الصور مطلقا إلى معد و مهيئ و إذا عرضت لها الاستعدادات الخاصة لصورة دون أخرى يحتاج إلى معدات و مهيات من خارج.

اسم الکتاب : شرح الهداية الأثيرية المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 435
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست