اسم الکتاب : شرح الهداية الأثيرية المؤلف : الملا صدرا الجزء : 1 صفحة : 410
الفن الثالثفي
الملائكةبلسان الشرع
و هي العقول المجردةبلسان
الحكمة و الأنوار القاهرة بلغة الإشراق و السرادقات النورية بعرف الصوفية. و قد
يطلق الملائكة على غيرها أيضا كالمدبرات العلوية و السفلية من النفوس و الطبائع. و
لما كانت العقول من موضوعات العلم الإلهي كان من الواجب أن يبحث عنها في القسم
الثالث المعقود لبيان البحث عن الأمور الإلهية بعنوان الموضوعية و إن علم وجودها
في المباحث الأخرى بعنوان المحموليّة. فإن صاحب العلم الطبيعي الباحث عن أحوال
الأجسام الطبيعية من جهة تغيرها كثيرا ما ينجر بياناته و تعليماته في أحوالها إلى
وجود مفارق عقلي كما في بحثه عن مبادي حركات الأفلاك و غاياتها، و كما في بحثه عن
شيء يخرج به العقل الهيولاني إلى العقل بالفعل، و كبحثه عما به تصير الأجسام و
الأعراض المحسوسة التي هي معقولة بالقوة معقولة بالفعل، لأن ما يكون بالقوة في
العاقلية و المعقولية لا يخرج إلى الفعل في شيء منها إلا بمخرج يكون عاقلا و
معقولا بالفعل دفعا للدور و التسلسل، و لتناهي الأجسام و ما هو إلا مفارق عقلي ليس
هو الواجب لوحدته و كثرة هذه الأفاعيل.
و قد علمت إن الشيء قد يكون بحسب الوجود في نفسه متقدما و بحسب
الوجود الرابطي متأخرا، فبهذا الاعتبار يجوز كون شيء موضوعا في علم و محمولا في
آخر، فيجوز كونها مما أقيم عليها البرهان العلمي في علم يبحث فيه عن أحوال
معلولاتها سواء كان طبيعيا كما ذكرنا أو إلهيا كبحث التلازم بين الهيولى و الصورة
المؤدى إلى إثبات مقيم عقلي للهيولى مع توارد الصور عليها. و بالجملة فنمط
البراهين في إثباتها في كثير من المواضع مثل ما ذكره الحكيم في كتاب «البرهان»
و
هو كقولنا كل جسم مؤلّف و كل مؤلّف فله مؤلّفو يشتملهذا الفنعلى فصولأربعة:
اسم الکتاب : شرح الهداية الأثيرية المؤلف : الملا صدرا الجزء : 1 صفحة : 410