اسم الکتاب : شرح الهداية الأثيرية المؤلف : الملا صدرا الجزء : 1 صفحة : 309
و الجوهر الذي هو نوع جسماني كالسماء و النار و الماء و جزاءه الحال
و المحل هما الصورة نوعية كانت أو جسمية. و الهيولى فإن طبيعة الجسم جزء لأنواعه
فجزأه من أجزائها هذا على قاعدة من يرى إن للجسم صورة جرمية و أخرى طبيعية، قيل:
حصر الجوهر في الخمسة منقوض بالمكان عند القائل بكونه بعدا مجردا جوهريا.
أقول: القائل به لا يقول ببعض من الخمسة، و القائل بها لا يقول
بالبعد المجرد، و قد أشرنا إلى أن التقسيم على رأي بعض الحكماءو الجوهر ليس جنسا لهذه الخمسة. إذ لو
كان جنسا لكان ما يدخل تحته مركبا من جنسو فصل بناء على أن كل ما له جنس له فصلو ليس كذلك لأن النفس ليست مركبة منها لأنها تعقل الماهية البسيطة
الحالةفيها إذ تعقل كل ماهية
يستلزم حلولها في الذات العاقلة، و إذا كانت الماهية المعقولة بسيطةفلا تكون مركبة و إلا لزم بانقسامها
انقسام الماهية البسيطةالحالة فيها
ضرورة انقسام الحال بانقسام المحلّ،هذا خلفو فيه نظر لأن
استيجاب انقسام المحل انقسام الحال إنما يكون في القسمة المقدارية بأنواعها دون
القسمة المعنوية و إن كانت بأجزاء خارجية من المادة و الصورة فضلا عن الأجزاء
العقلية المحمولة. على أنه لا يلزم مما ذكره عدم جنسيته إلا لبعض ما تحته و هو لا
يستلزم المطلوب من نفي جنسيته للجميع كما هو الظاهر من كلامه.
و لقائل أن يقول في نفي جنسية مفهوم الجوهر للجواهر: إن الماهية التي
يحمل عليها الجوهر إما أن تكون بسيطة أو مركبة، فإن كانت بسيطة فهي مما لا جنس
لها، و إلا لاحتاجت إلى فصل يميزها عن النوع الآخر الداخل تحت جنسها، فتكون تلك
الماهية مركبة و قد فرضناها بسيطة هذا خلف. فإذن المهيات البسيطة التي يحمل عليها
الجوهر ليست أنواعا له و لا الجوهر يكون جنسا لها. و إن كانت الماهية التي يحمل
عليها الجوهر مركبة و كل مركب ففيه أجزاء بسيطة كما علمت فتلك الأجزاء إما أن يكون
غنية عن الموضوع أو لا، فإن لم يكن كان الجوهر متقوّما بما يحتاج إلى الموضوع، و
المتقوم بما يحتاج إلى الموضوع، لا يكون غنيا عن الموضوع، فلا يكون جوهرا و قد فرض
جوهرا هذا خلف، و إن كانت تلك الأجزاء غنية عن الموضوع فيتصدق عليها أنها جوهر
صدقا عرضيا لا صدق الجنس لأنواعه. و إذا كان الجوهر خارجا عن جميع الأجزاء كان
صدقه على الكل صدقا عرضيا لا ذاتيا، فلا يكون جنسا لشيء من المهيات.
هذا غاية ما يتمسك به القائل بعدم جنسية الجوهر و الجواب عنه بوجهين:
اسم الکتاب : شرح الهداية الأثيرية المؤلف : الملا صدرا الجزء : 1 صفحة : 309