responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح الهداية الأثيرية المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 284

المتشوقة. و في الثاني لا يكون كذلك، بل يكون المتشوق حاصلا بعد ما انتهت إليه الحركة و ربما يكون نفس الحركة غاية المتحرك. فقد وضح أن غاية الحركة في كل حال من حيث كونها غاية الحركة [فهى‌] غاية حقيقية أولية للمبدإ القريب للحركة الذي يكون في عضلة الحيوان لا غاية له غيرها بخلاف المبادي السابقة عليها إذ ربما كانت لها غاية غير ما ينتهي إليه الحركة كما علمت، فإن اتفق أن يتطابق المبدأ الأقرب و المبدءان اللذان قبله كانت نهاية الحركة غاية للمبادى‌ء كلها فليست عبثا، و إذا طابق ما انتهت إليه الحركة المشتاق و التخيلي دون الفكري فهو العبث فلا يخلو إما أن يكون التخيل وحده هو مبدأ الشوق أو التخيل مع طبيعة أو مزاج مثل التنفس أو حركة المريض أو مع خلق و ملكة نفسانية داعية إلى ذلك الفعل بلا روية كاللعب باللحية فيسمى الفعل في الأول جزافا و في الثاني قصدا ضروريا أو طبيعيا و في الثالث عادة، و كل غاية لمبدإ من تلك المبادي من حيث أنها غاية له إذا لم توجد يسمى الفعل بالقياس إليها باطلا. و إذا تقررت هذه المقدمات فقد علم أن العبث غاية القوة الخيالية على التفصيل المذكور.

فقول القائل: إن فعل العبث من دون غاية مطلقا أو من دون غاية هي خير حقيقي أو ظني غير صحيح لأن الفعل لا يجب أن يكون له غاية بالقياس إلى ما ليس مبدأ له بل بالقياس إلى ما هو مبدأ له. ففي العبث ليس مبدأ فكريا البتة فليست فيه غاية فكرية. و أما المبادي الأخر فقد حصلت لكل منها غاية في فعله و هي خير بالقياس إليه، فإن كل فعل نفساني فلشوق مع تخيل و إن لم يكن ذلك التخيل ثابتا فلم يكن مشعورا به فإن التخيل غير الشعور به و غير بقائه، فاللاعب باللحية و النائم و الساهي لا يخلو فعلهم من باعث يستوفه من عادة أو ضجر عن هيئة أو إرادة انتقال إلى هيئة أخرى أو حرص من القوى الحاسة أن يتجدد لها فعل إلى غير ذلك من أسباب جزئية لا يمكن ضبطها. و العادة لذيذة و كذا الانتقال عن المملول و الحرص على الفعل الجديد كل ذلك بحسب القوى الحيوانية. و اللذة خير حقيقي للحيوان بما هو حيوان و ظني بحسب الخير الإنساني فليست هذه الأفعال هذه الأفعال خالية عن خبر حقيقي بالقياس إلى ما هو مبدأ له و إن لم يكن خيرا عقليا.

اسم الکتاب : شرح الهداية الأثيرية المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 284
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست