responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح الهداية الأثيرية المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 261

الأفاضل من أجاب عن هذا الإيراد بأن الصورة يطلق على كيفية التي تحصل في العقل و هي آلة و مرآة لمشاهدة ذي الصورة و على المعلوم المتميّز بواسطة تلك الصورة في الذهن و الموصوف بالكلية ليس هو الصورة الحالة في النفس لكونها شخصية، بل هو المعنى المعلوم المتميز عند النفس بواسطة تلك الصورة الحالة التي هي مثال له لأن الكلية هي المطابقة بالمعنى المذكور، و هي إنما يتصور فيه دون الصورة الحالة لكونها لازمة الحلول في النفس بحسب الوجود الخارجي فيستحيل أن يكون عين الأفراد في الخارج. و كلما وقع في كلامهم إن الكلي هو الصورة العقلية، فالمعنى بالصورة العقلية إنما هو المعنى المذكور لا الصورة الحالة، فإن لفظ الصورة كما يطلق على الصورة الحالة أيضا على المعنى المعلوم بها المتميز بها أما على سبيل التجوّز أو الاشتراك.

و أنت تعلم أن هذا الكلام مبني على أن المرتسم في العقل من الأشياء ليست مهيآتها بل أمثلتها و أشباحها المتخالفة في الحقيقة لماهياتها كما ذهب إليه جمع و ليس بشي‌ء إذ يلزم منه أن لا يكون للأشياء وجود ذهني يخالف الوجود العيني إلّا على سبيل المجاز و التأويل، و الأدلة قائمة على أن للأشياء نحو آخر من الوجود يخالف النحو الخارجي منه في الأحكام. فالحق أن الصورة الإنسانية مثلا الحاصلة في الذهن القائمة بالنفس إذا أخذت من حيث قيامها بالنفس كانت عرضا كسائر الكيفيات النفسانية و موجودا خارجيا و علما و جزئيا، و إذا أخذت معرات عن التشخصات العارضة بسبب حلولها في نفس شخصيته كانت مهيته جوهرية إنسانية و موجودا ذهنيا و معلوما كليا. و في المقام إشكالات كثيرة ليس هاهنا موضع بيانها و حلها من أراد ذلك فليرجع إلى الأسفار الأربعة.

و أما الجزئي فإنما يتعين بمشخّصاته‌ و هي العوارض اللاحقة للطبيعة الكلية بسبب الوجود الخارجي، مثل الأين و الوضع و غيرهما، و تلك العوارض المشخصة هي الأمور الزائدة على الطبيعة الكلية لا محالة، لأن كل كلي فإن نفس تصوره غير مانع عن‌ وقوع‌ الشركة فيه‌ و الشخص من حيث هو شخص‌ مانع من الشركة فالتشخّص‌ بمعنى ما به المتشخصية زائد على الطبيعة الكلية إذ لو لم يكن زائدا عليها لما كان الأمر كذلك، و التشخص بالمعنى المذكور قد يكون نفس ذات الشخص و مهيته كتشخص ذات الواجب الذي هو عين وجوده الصادق مفهوم الوجود المطلق عليه،

اسم الکتاب : شرح الهداية الأثيرية المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 261
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست