responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح الهداية الأثيرية المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 208

في الشرف التابع لمراتب قرب المزاج إلى الاعتدال الحقيقي، فكلما أمعن في الاعتدال ازداد قبولا لقوة نفسانية أخرى ألطف من الأولى فلذلك يصدر من الحيوانية ما يصدر من النباتية من غير عكس و يصدر من النباتية ما يصدر من المعدنية من غير عكس، و قد يناقش في عدم شعور النبات بل المعدن أيضا و فيه أسرار لا يطيقها طور هذا الكتاب، و ربما يتمسك لشعور النبات و اختياره في بعض حركاته لما يشاهد من بعض الأشجار كالنخل و اليقطين و يتمسك لاغتذاء المعدني و نمائه بما ظهر من المرجان من هيئة النماء فأول المركبات التامة الأمزجة هي المعادن، و كيفية حدوثها أن‌ الأبخرة و الأدخنة المحتبسة في باطن‌ الأرض‌ إذا كثرت يتولد منها ما مر، و إذا لم تكن كثيرة اختلطت على ضروب من الاختلاطات المختلفة في الكم و الكيف. و الامتزاجات بحسب الأمكنة و الأزمنة فتكون منها الأجسام المعدنية فإن غلب البخار على الدخان يتولد مثل اليشم و البلور و الزئبق و الرصاص‌ المتنوع إلى القلعي و الأسرب و الصواب عدّه من الأجسام السبعة الحاصلة من امتزاج الزئبق و الزرنيخ و الكبريت‌ و غيرها من الجواهر المشفة أي أكثرها فإن كون الزئبق شفافا غير صحيح‌ و إن غلب الدخان تولد الملح و الزجاج و الكبريت و النوشادر ثم من اختلاط بعض من هذه مع بعض كالزئبق مع الكبريت تولّدت الأجساد الأرضية أي الأجساد السبعة المعروفة بالجواهر المتطرقة مثل الذهب و الفضة و النحاس و الحديد و الخارصيني و الأسرب و القلع. فإن كان الكبريت و الزئبق صافيين و امتزجا امتزاجا تاما و نضج الكبريت نضجا كاملا تولّد الذهب إن كان الكبريت أحمر غير محترق و الفضة إن كان أبيض و إن لم يكمل الامتزاج بينهما تولد الرصاص و إن كانا رديئين فحديد إن قوى الاختلاط و التركيب و السرب إن لم يقو، و إن كان الكبريت رديا و الزئبق صافيا و صادفه قبل تمام النضج برد عاقد تولد الخارصيني و إن أحرقه الكبريت تولد النحاس، هذا ما قالوه في بيان تولدها بحسب الحدس و التخمين و لا يرجى فيه اليقين لضعف الاستدلال بالأحوال الصناعية على الأمور الطبيعية كما هو مبنى ظنون أصحاب الإكسير.

فصل في النبات‌

قد علمت أن المزاج كلما كان أقرب إلى الاعتدال كانت الصورة الفائضة عليه أشرف، و الآثار الصادرة عنها أكثر، فإذا قرب مزاج المركب إلى الاعتدال قربا أزيد

اسم الکتاب : شرح الهداية الأثيرية المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 208
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست