responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح الهداية الأثيرية المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 206

الاشتعال فيه إلى آخره فيرى الاشتعال ممتدا على سمت الدخان إلى طرفه الآخر، و إن كان الدخان كثيفا لا في الغاية تعلقت به النار تعلقا تاما فيحترق من غير اشتعال و يثبت فيه الاحتراق فرأيت العلامات الهائلة السود و الحمر على حسب غلظ المادة شدّة و ضعفا. و إن كان تام الكثافة و تعلّقت به النار تعلقا قويا فثبت فيه الاشتعال و دام متصلا لا ينطفئ أياما أو شهورا بقدر كثافة المادة و كثرة الاستمداد فيكون على صورة ذواته أو ذنب أو ريح أو قرن، و ربما وقف تحت كوكب و كانت تدور به النار الدائرة بدوران الفلك فيه كان لذلك الكوكب ذؤابة أو ذنبا أو لحية أو غير ذلك، و قد يتفق وصول هذه الأقسام إلى عالم الأرض فتحرق ما عليها غضبا من الملك الجبار و يسمى الحريق.

و في «المباحث المشرقية»: إذا ارتفع بخار دخاني لزج دهني و تصاعد حتى وصل إلى حيّز النار من غير أن ينقطع اتصاله عن الأرض؛ اشتعلت النار فيه نازلة فيرى كأن تنينا ينزل من السماء إلى الأرض، فإذا وصلت الأرض احترقت تلك المادة بالكلية و ما يقرب منها، و سبيل ذلك سبيل السراج المطفأ إذا وضع تحت السراج المشتعل فاتصل الدخان من الأول إلى الثاني فانحدر اللهب إلى فتيلته.

و أما الزلزلة و انفجار العيون فاعلم أن البخار إذا احتبس‌ في داخل من‌ الأرض‌ لما فيها من ثقب و فرج‌ يميل إلى جهة فيبرد بها فينقلب مياها مختلطة بأجزاء بخارية فإذا كثر لوصول مدد متدافع إليه بحيث‌ لا تسعة الأرض أوجب انشقاق الأرض و انفجرت منها العيون‌. أما الجارية على الولاء فهي إما لتدافع تاليها سابقها أو لانجذابه إليه لضرورة عدم الخلاء بأن يكون البخار الذي انقلب ماء و فاض إلى وجه الأرض ينجذب إلى مكانه ما يقوم مقامه لئلا يكون خلاء فينقلب هو أيضا ماء و يفيض، و هكذا استتبع كل جزء منه جزء آخر.

و أما العيون الراكدة فهي حادثة من أبخرة لم يبلغ من كثرة موادها و قوتها أن يحصل منها معاونة شديدة أو يدفع اللاحق السابق.

و أما مياه القنى و الآبار فهي متولّدة من أبخرة ناقصة القوة عن أن يشق الأرض فإذا زيل ثقل الأرض عن وجهها صادفت منفذا تندفع إليه بأدنى حركة فإن لم يجعل هناك مسيل هو البئر و إن جعل فهو القناة و نسبة القنى إلى الآبار كنسبة العيون السيالة

اسم الکتاب : شرح الهداية الأثيرية المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 206
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست