اسم الکتاب : شرح الهداية الأثيرية المؤلف : الملا صدرا الجزء : 1 صفحة : 151
القاعدة ثبتت هذه المسألة و نظائرها إذ لا شبهة في أن ذات الفلك و
قبولها مطلق الحركة المستديرة أمور سابقة على الأكوان الاتفاقية و الموانع العرضية
وإنما قلنا: لو لم يكن
في طبعه مبدأ ميل مستدير لما قبل الميل المستديرالقسريمن
الخارج لأنه لوقبل الميل
القسريو تحرك من خارج
لتحركبتلك القوة القسريةمسافةمعينةفي
زمانمعين لعدم تصور الحركة
في الآنو يكون ذلك
الزمان أقصر من زمان حركة فهي ميل طبيعي معاوقللميل القسري لاختلاف جهتي تحريكهمايتحرك مثل تلك القوةالقسريةفي عين تلك المسافة و إلا- أي و إن لم يكن زمان حركة الجسم الأول أقصر من
زمان حركة الجسم الثاني مع أن الثاني ذي عائق طبيعي و الأول عديم العائق أصلا- أو
مع عائق غير طبيعي مشترك بينهما فرضالكان الشيءالذي هو الحركةمع العائقالذي هو الميل الطبيعيكهولا معه، هذا خلف. و ذلك الزمان الأقصر له نسبةمقداريةلا محالة إلى الزمان الأطوللأن الزمان مقدار و كل مقدارين من نوع واحد لا بد أن يكون بينهما
نسبة مقدارية و ليكن زمان عديم الميل عشر زمان ذي الميل مثلا،فإذا فرضنا ذا ميل آخر ميله أضعف من
الميل الأول بحيث تكون نسبته إلى الميل الأول مثل نسبة الزمان الأقصرالذي لحركة عديم الميلإلى الزمان الأطولالذي
لحركة ذي الميل الأول فيكون لا محالة عشرهفيتحرك ذو الميل الثانيبتلك القوة القسرية أو بمثلهافي مثل زمان عديم الميل مثل مسافتهإلى مسافة حركة عديم الميللأن الحركة تزداد سرعتها و ينتقصأي يقصر زمانها و يطولبقدر انتقاص القوة الميليةالمعاوقة و ازديادهافي الجسمالمعين في
المسافة المعينة فكلما كان الميل المعاوق فيه أقل كان زمان الحركة أقصر و كلما كان
الميل أكثر كان زمان حركته أطوللأنه لو انتقص شيء من القوةالمعاوقةالتي
في الجسم و لا تزداد السرعةاللازمة لقصر
الزمان أو ازداد شيء منها و لا ينتقص السرعة اللازمة لطول الزمانلم تكن القوة الميلية مانعة من الحركة
هذا خلف. و أما بطء الحركة
القسرية في الأجسام المتخلخلة كالقطن و الأجسام الصغيرة الحجم كالذرات فإنما هو
لأجل قلة القبول و الاحتمال فيها لا لأجل انتقاص القوة الميلية المعاوقة بها فلا
يرد بها النقض على هذه القاعدةفظهر
أن الجسم القليل الميل و الذي لا ميل فيه متساويانفي الزمان المستلزم لتساويهمافي السرعة و هو محال.
و اعلم أنه لا بد لكل حركة من أمور ثلاثة: زمان و مسافة و مرتبة من
السرعة و البطء، و كل حركتين متفقتين في أمرين من هذه الأمور فلا بد من اتفاقهما
في الأمر
اسم الکتاب : شرح الهداية الأثيرية المؤلف : الملا صدرا الجزء : 1 صفحة : 151