اسم الکتاب : شرح الهداية الأثيرية المؤلف : الملا صدرا الجزء : 1 صفحة : 144
المتقدم بحيث يوجب رفعه رفع المتأخر من غير عكسو متى كان الفلك كذلك وجب أن يكون
بسيطا إذ لو كان مركبا فأما أن يكون كل واحد من أجزائهالبسيطةعلى
شكل طبيعي أو قسريأو البعض على
شكل طبيعي و البعض الآخر على شكل قسري،لا سبيل إلى الأول و إلا لكان كل واحد منها كرويا لأن الشكل
الطبيعي للبسيط هو شكل الكرةلأن الفاعل
الواحد الذي هو الطبيعة في القابل الواحد الذي هو الجسم لا يفعل إلا فعلا واحدا
متشابها، و كل شكل غير الكرة و إن كان مما لا زاوية له كالأشكال المفرطحة و الحلق
ففيه اختلاف أبعاد عن المركز و اختلاف امتداد في الطول و العرض و الطبيعة البسيطة
لا تفعل من نوع واحد إلا فعلا واحدا لكن استشكل الأمر في الكرة المجوفة الصادرة عن
الطبائع البسيطة الفلكية أو العنصرية إذ لا يوجد فيها اختلاف سطحين.
أقول: يمكن دفعه بأن حقيقة كل من كليات الأفلاك و العناصر تقتضي
لذاتها أن يكون له مكان خاص و وضع خاص و هيولى كل منها أيضا لا تقبل إلا مقدارا
معينا، فالطبيعة اقتضت أولا في مادة كل منها مقدارا معينا في موضع معين فاقتضت بعد
ذلك شكلا يكون ذلك الشكل أبسط الأشكال المتصورة في حق ذلك الجسم فحصل التجويف لا
بمقتضى الطبيعة بالذات بل بالعرض.
ثم أن بعض أعاظم الفضلاء قد أراد التفصي عن حصول الكرة المجوفة عن
الطبيعة البسيطة فأفاد قاعدة يتصور بها إفراز كرات العالم بعضها عن بعض بوجه لا
يلزم حصول الكرة مجوفة بالذات عن طبيعة واحدة.
و قال: إن العالم الجسماني كان أولا كرة مصمتة متشابهة فحصل في شطر
منه و هو من أقصى الثامن إلى المركز هيئة مفصّلة بها انفصلت و أفرزت كرة مصمتة
متشابهة و بقيت فوقها كرة مجوفة هي الفلك التاسع ثم عرضت من أقصى السابع إلى
المركز بهيئة أخرى مفصلة فانفصلت و أفرزت كرة أخرى مصمتة أيضا فبقيت كرة مجوفة هي
الثامن و هكذا حصلت هيئة في كل باقي إلى أن ينتهي إلى كرة الأرض و ليس شيء من هذه
الهيئات المفصلة المتضاعفة الواردة بعضها على بعض بصورة منوعة و تتعلق بكل باق من
الإفراز و التفصيل نفس مجردة أو صورة منوعة و لما كان بين تلك الهيئات و تعليقات
النفوس و الصور بالبواقي معية ذاتيّة لم يلزم خلو جسم في مرتبة عن نفس أو صورة
يكون مبدأ ميل وضعي مستدير أو أيني مستقيم. و بهذه
اسم الکتاب : شرح الهداية الأثيرية المؤلف : الملا صدرا الجزء : 1 صفحة : 144