اسم الکتاب : سه رسائل فلسفى المؤلف : الملا صدرا الجزء : 1 صفحة : 231
فان سألت عنّا: أ ليس الجوهر مأخوذا في طبائع انواعه و اجناسه و كذا
الكم و النسبة في طبائع افرادهما، كما يقال: الإنسان جوهر قابل للابعاد، حسّاس
ناطق، و الزمان كمّ متصل غير قارّ، و السطح كم متصل قار منقسم في الجهتين فقط.
فالجواب: ان مجرّد كون الجوهر مأخوذا في تحديد الإنسان، لا يوجب ان
يصير هذا المجموع، الذي هو حدّ الإنسان فردا للجوهر مندرجا [فيه]. بل اللّازم منه
صدقه على أفراد الإنسان و شخصياته الموجودة، كما ان مجرد كون مفهوم الجزئي عين
نفسه، لا يوجب كونه و لا كون حدّه جزئيّا له و كون الشيء عين حدّه و ان كان صحيحا،
لكن لا يستدعي كون الحدّ فردا للمحدود و لا كونه فردا لأجزائه و معنى كون تلك
الأجزاء محمولة ان كلّا منها يصدق على ما يصدق عليه الآخر جزئيا كليا. فمعنى كون
الناطق- حيوانا- و انسانا، ان كلّ ما وجد في الخارج، كان ناطقا، فهو بحيث اذا وجد
كان حيوانا و انسانا. و كذا قياس كون كلّ من الحيوان و الإنسان عين صاحبه و عين
الناطق.
و بالجملة كون الشيء مندرجا تحت مقولة او جنس، متوسط او سافل، ليس
يستلزم الّا دخول معناها في معناه و صدقها على أفرادها الخارجيّة. و اما صدقها على
حدودها و مفهوماتها، صدقا متعارفا فغير مستلزم؛ فقد تلخّص مما ذكرنا: ان الموجود
من الجوهر في الذهن، شيء واحد هو جوهر ذهني عرض، بل كيف خارجي اي حالة ادراكيّة
كيفيّة يظهر بها و ينكشف عند العقل ماهيّة الجوهر عند وجودها العيني. فافهم و أحسن
اعمال رويّتك في بسط ما اوتيت من الحكمة (لتؤتى خيرا كثيرا).
المقصد الثاني: في دفع هذا الاشكال على وجه آخر
من غير لزوم ما يلزمه القائل بانقلاب ماهيّة الجوهر و الكمّ و غيرها
كيفا و لا ارتكاب ما يرتكبه معاصره الجليل من ان اطلاق الكيف على العلوم و الصور
النفسانيّة من باب المجاز و التشبيه. بل مع التحفّظ على ان العلم بكلّ مقولة من
تلك المقولة مع كونها كيفا أيضا بالحقيقة.
بيانه: انه كما يوجد في الخارج شخص كزيد مثلا و يوجد معه صفاته و
اعراضه
اسم الکتاب : سه رسائل فلسفى المؤلف : الملا صدرا الجزء : 1 صفحة : 231