تعرض للإنسانية من جهة المادة هى هذا النوع من التكثر والانقسام [١].
ويعرض لها أيضا غير هذا من العوارض [٢] ، وهو أنها إذا كانت فى مادة مّا حصلت بقدر من الكم والكيف والوضع والأين ، وجميع هذه أمور غريبة عن طبائعها ، وذلك لأنه لو كانت الإنسانية هى على هذا الحد أو حد آخر من الكمّ والكيف والأين والوضع لأجل أنها إنسانية ، لكان يجب أن يكون كل إنسان مشاركا للآخر فى تلك المعانى. ولو كانت لأجل الإنسانية على حد آخر وجهة أخرى من الكم والكيف والأين والوضع ، لكان كل إنسان يجب أن يشترك فيه. فإذن الصورة الإنسانية بذاتها غير مستوجبة أن يلحقها شىء من هذه اللواحق العارضة لها ، بل من جهة المادة ، لأن المادة التى تقارنها تكون قد لحقتها هذه اللواحق.
فالحس يأخذ الصورة عن المادة مع هذه اللواحق ، ومع وقوع نسبة بينها [٣] وبين المادة ، إذا زالت تلك النسبة بطل ذلك الأخذ ، وذلك لأنه لا ينزع الصورة عن المادة مع جميع لواحقها ، ولا يمكنه أن يستثبت تلك الصورة إن غابت المادة ، فيكون كأنه لم ينتزع الصورة إن غابت المادة ، فيكون كأنه لم ينتزع الصورة عن المادة [٤] نزعا محكما ، بل يحتاج إلى وجود المادة أيضا فى أن تكون تلك الصورة موجودة لها.
وأما الخيال والتخيل فإنه يبرئ الصورة المنزوعة عن المادة تبرئة أشد ،
[١] فى تعليقة نسخة : اى الانقسام الى الافراد. [٢] غير هذه العوارض ، نسخة. وفى نسخة اخرى : غير هذه العوارض وهى أنّها .... [٣] نسبة بينها ، كما فى جميع النسخ التى عندنا ، فالضمير راجع الى الحس باعتبار انها قوة. [٤] فى تعليقة نسخة : فحضور المادة شرط فى الاحساس.