responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النّفس من كتاب الشّفاء لابن سینا المؤلف : حسن زاده الآملي، الشيخ حسن    الجزء : 1  صفحة : 46

وذلك أيضا من المدركات النفسانية ، وليس مما يعرض للبدن بما هو بدن فيؤثّر ذلك فى القوة النامية الغاذية حتى يحدث فيها من العارض الذى يعرض للنفس أولا ـ وليكن الفرح النطقى ـ شدة ونفاذا [١] فى فعلها ، ومن العارض المضاد لذلك ـ وليكن الغم النطقى الذى لا ألم بدنىّ فيه ـ ضعفا وعجزا حتى يفسد فعلها ، وربما انتقض المزاج به انتقاضا.

وكل ذلك مما يقنعك فى أن النفس جامعة لقوى الإدراك واستعمال الغذاء ، وهى واحدة لها ، ليست هذه منفردة عن تلك [٢].

فبيّن أن النفس هى مكمّلة البدن الذى هى فيه ، وحافظته على نظامه الذى الأولى به أن يتميّز ويتفرّق ، إذ كل جزء من أجزاء البدن يستحق مكانا آخر ويتسوجب مفارقة لقرينه ، وإنما يحفظه على ما هو عليه شىء خارج عن طبيعته ، وذلك الشىء هو النفس فى الحيوان.

فالنفس إذن كمال لموضوع ، ذلك الموضوع يتقوّم به ، وهو أيضا مكمّل النوع وصانعه ، فإن الأشياء المختلفة الأنفس تصير بها مختلفة الأنواع ، ويكون تغايرها بالنوع لا بالشخص. فالنفس إذن ليست من الأعراض التى لا تختلف بها الأنواع ، ولا يكون لها مدخل فى تقويم الموضوع. فالنفس إذن كمال كالجوهر لا كالعرض ، وليس يلزم هذا أن يكون مفارقا أو غير مفارق. فإنه ليس كل جوهر بمفارق ، فلا الهيولى بمفارقة ولا الصورة ، وقد علمت أنت أن الأمر كذلك ، فلندلّ الآن دلالة مّا مختصرة على قوى النفس وأفعالها ثم نتبعها بالاستقصاء.


[١] مفعول لقوله يحدث.

[٢] وفى تعليقة نسخة : اى ليست قوة التغذية منفردة عن قوة الادراك.

اسم الکتاب : النّفس من كتاب الشّفاء لابن سینا المؤلف : حسن زاده الآملي، الشيخ حسن    الجزء : 1  صفحة : 46
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست