شأنه أن يحرق بقوته أو شعاعه اشتعل فحدثت الشعلة جرما شبيها بالمفارق من وجه ، وتكون تلك الشعلة أيضا مع المفارق علة للتنوير والتسخين معا حتى لو بقيت وحدها لاستتم أمر التنوير والتسخين ، ومع هذا فقد كان يمكن أن يوجد التسخين وحده ، أو التسخين والتنوير وحدهما ، ولم يكن المتأخر منهما مبدأ يفيض عنه المتقدم [١] ، وكان إذا اجتمعت الجملة [٢] يصير حينئذ كل ما فرض متأخرا مبدأ أيضا للمتقدم وفائضا عنه المتقدم.
فهكذا فليتصور الحال فى القوى النفسانية وسيأتى فى بعض الفنون المتأخرة ما نشرح صورة الأمر فى هذا حيث نتكلم فى تولد الحيوان.
[١] فى تعليقة نسخة : أى إذا كان وحده لا يكون فيه المتقدم والمتأخر حتى يقال انّ المتأخر يفيض عنه المتقدم. [٢] قوله قدسسره : « وكان اذا اجتمعت الجملة ... » ، أقول النبات والقوة النباتية متقدمة على الحيوانية وهى على الانسانية فكل واحدة منهما لا تكون علة انشائية للمتقدمة منها اذا لوحظت بحسب نوعيتها وكذلك للمتأخرة عنها ، وامّا اذا اجتمعت كالنفس الانسانية مثلا كانت المتأخرة علة منشئة للمتقدمة منها وذلك لان النفس النطقية إذا وجدت كانت ما قبلها من النباتية والحيوانية منشأة معها بوجودها الجمعى الأحدى. فافهم. ٥ / ٣ / ١٣٦٣ ه. ش.