responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النّفس من كتاب الشّفاء لابن سینا المؤلف : حسن زاده الآملي، الشيخ حسن    الجزء : 1  صفحة : 340

أكثر عدد حدس للحدود الوسطى ، وأما فى الكيف فلأن بعض الناس أسرع زمان حدس. ولأنّ هذا التفاوت ليس منحصرا فى حد ، بل يقبل الزيادة والنقصان دائما ، وينتهى فى طرف النقصان إلى من لا حدس له ألبتة ، فيجب أن ينتهى أيضا فى طرف الزيادة إلى من له حدس فى كل المطلوبات أو أكثرها ، وإلى من له حدس فى أسرع وقت وأقصره.

[ القوة القدسية ]

فيمكن إذن أن يكون شخص من الناس مؤيد النفس لشدة الصفاء وشدة الاتصال بالمبادئ العقلية إلى أن يشتعل حاسا ، أعنى قبولا لها من العقل الفعال فى كل شىء وترتسم فيه الصور التى فى العقل الفعال ، إما دفعة ، وإما قريبا من دفعة ارتساما لا تقليديا ، بل بترتيب يشتمل على الحدود الوسطى. فإن التقليديات فى الأمور التى إنما تعرف بأسبابها ليست يقينية عقلية. وهذا ضرب من النبوة ، بل أعلى قوى النبوة ، والأولى أن تسمى هذه القوة قوة قدسية [١] ، وهى أعلى مراتب القوى الإنسانية.


[١] قال الرازى فى ج ١ ص ٣٥٤ من المباحث المشرقية : « وتلك القوة تسمى قدسية ومخالفتها لسائر النفوس بالكم والكيف. اما الكم فلانّها اكثر استحضارا للحدود الوسطى واما الكيف فلانّها اسرع انتقالا من المبادئ الى الثوانى ومن المقدمات الى النتائج. ويخالف سائر النفوس من جهة اخرى وهى انّ سائر النفوس تعيّن المطالب ثم تطلب الحدود الوسطى المنتجة لها واما النفوس القدسية فيقع الحدّ الاوسط فى ذهنها ويتأدى الذهن منه الى النتيجة المطلوبة فيكون الشعور بالحد الاوسط مقدما على الشعور بالمطلوب ».

اسم الکتاب : النّفس من كتاب الشّفاء لابن سینا المؤلف : حسن زاده الآملي، الشيخ حسن    الجزء : 1  صفحة : 340
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست