لكل واحد من أجزائها التى تفرض نسبة ، أو تكون لبعض دون بعض.
فان لم تكن ولا لشىء منها فلا لكلّها ، فان ما يجتمع عن مباينات مباين.
وان كان لبعضها دون بعض فالبعض الذى لا نسبة له ليس هو من معناه فى شىء.
وإن كان لكل جزء يفرض نسبة مّا ، فإما أن يكون لكل جزء يفرض فيه نسبة إلى الذات [١] كما هى أو إلى جزء من الذات ، فإن كان لكل جزء يفرض نسبة إلى الذات كما هى فليست الأجزاء إذن أجزاء معنى المعقول ، بل كل واحد منها معقول فى نفسه مفردا ؛ وإن كان كل جزء له نسبة غير نسبة الجزء الآخر إلى الذات ، فمعلوم أن الذات منقسمة فى المعقول [٢] وقد وضعناها غير منقسمة ، هذا خلف.
فان كان نسبة كل واحد إلى شىء من الذات غير ما إليه نسبة الآخر ، فانقسام الذات أظهر.
ومن هذا تبين أن الصور المنطبعة فى المادة الجسمانية لا تكون إلا أشباها لأمور جزئية منقسمة ، ولكل جزء منها نسبة بالفعل أو بالقوة إلى جزء منه.
[ البرهان الرابع على تجرد النفس الناطقة ]
وأيضا فإن الشىء المتكثر فى أجزاء الحد ، له من جهة التمام
[١] اى تمام الذات. [٢] فى تعليقة نسخة : لان النسبة الى الشىء الواحد البسيط الغير المنقسم لا تكون مختلفة الا ان يكون ذلك الشىء مختلفا.