ماوراءه بالتمام ، وإن كان ليس من شرطه الاتصال فيجب أن يوجد هذا العكس عن جميع الأجرام وإن كانت خشنة ، لأن سبب الخشونة الزاوية [١] أو ما يشبه الزاوية مما يتقعر عن الحدبة. ولا بد فى كل ذى زاوية من سطح ليست فيه زاوية فيكون أملس ، وإلا لذهبت الزوايا إلى غير النهاية أو انتهت قسمة من السطح إلى أجزاء ليست بسطوح ، وكلاهما محال. فإذن كل جرم فمؤلف السطح من سطوح ملس ، فيجب أن يكون عن كل سطح منها عكس.
أو يقال [٢] أمران : أحدهما أن السطوح الصغار لا ينعكس عنها الشعاع ، والثانى أن السطوح المختلفة الوضع ينعكس عنها الشعاع إلى جهات شىء فيتشذب [٣] المنعكس. ولا ينال شيئا لعدم الاجتماع.
فأما القسم الأول فباطل ، فإن من المعلوم أنه إن كان يخرج من البصر جسم حتى ينتشر فى نصف كرة العالم دفعة أنّه يكون عند الخروج فى غاية تصغر الأجزاء وتشتتها ، وأنه إذا انعكس فإنما يلاقى كل جزء صغير منه ، وكل طرف خط دقيق منه لا محالة جزءا مساويا له وينعكس عنه ولا ينفع ولا يضر فى ذلك ماوراءه ، عسى أن اتفق أن كان السطح الأملس الذى يلاقيه أصغر منه لم ينعكس عنه.
لكنا إذا تأملنا لم نجد هذا المعنى هو السبب والشرط فى منع الانعكاس
[١] تحقيق ماهية الزاوية وبيان انها من اى مقولة من الاعراض ص ٨٢ من الهيات الشفاء وص ٥٩ ج ٢ ط ١ من الاسفار ـ ج ٤ ص ١٧٦ ط ٢. [٢] قوله : « او يقال » اى الا ان يقال فى الجواب امران. [٣] اى يتفرق.