responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النّفس من كتاب الشّفاء لابن سینا المؤلف : حسن زاده الآملي، الشيخ حسن    الجزء : 1  صفحة : 164

كل مذهب منها يتفرع :

أحدها مذهب من يرى أن شعاعات خطية تخرج من البصر على هيئة مخروط يلى رأسه العين وقاعدته المبصر ، وأن أصحها إدراكا هو السهم منها ، وأن تبصّر الشىء هو فعل [١] السهم فيه.

ومنها مذهب من يرى أن الشعاع قد يخرج من البصر على هيئة ، إلا أنه لا يبلغ كثرته [٢] أن يلاقى نصف كرة السماء إلا بانتشار يوجب انتشار الرؤية. لكنه إذا خرج واتصل بالهواء المضىء ، صار ذلك آلة له وأدرك بها.

ومنها مذهب من يرى أنه كما أن سائر المحسوسات ليس يكون إدراكها بأن يرد عليها شىء من الحواس بادرا إليها متصلا بها أو مرسلا رسولا إليها ، كذلك الإبصار ليس يكون بأن يخرج شعاع ألبتة فيلقى المبصر ، بل بأن تنتهى صورة المبصر إلى البصر بتأدية الشفاف إياها.

وقد استدل الفريقان الأولان وقالا : إنما جاز فى سائر الحواس أن تأتيها المحسوسات ، لأنها يصح إدراكها بالملامسة كاللمس ، وكالذوق ،


فى العين وقاعدته يلى المبصر والادراك التام انما يحصل من المواضع الذى هو موضع سهم هذا المخروط. المذهب الثانى من يقول الشعاع الذى فى العين يتكيف الهواء بكيفيته ويصير الكل آلة فى الادراك. المذهب الثالث ان الابصار انما يحصل بانطباع اشباح المرئيات بتوسط الهواء المشف فى الرطوبة الجليدية انتهى. وقال صدر المتألهين فى شرحه للهداية ص ١٨٨ : والاشراقيون قالوا لا شعاع ولا انطباع وانما الابصار بمقابلة المستنير للضوء الباصر الذى فيه رطوبة صقيلة فاذا وجدت هذه الشروط مع زوال المانع يقع للنفس علم حضورى اشراقى على المبصر فتدركه النفس مشاهدة ظاهرة جلية.

[١] نقل ، نسخة.

[٢] الا انه لا يبلغ من كثرته ، نسخة.

اسم الکتاب : النّفس من كتاب الشّفاء لابن سینا المؤلف : حسن زاده الآملي، الشيخ حسن    الجزء : 1  صفحة : 164
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست