وأما الذوق فإنه تال للّمس ، ومنفعته أيضا فى الفعل الذى به يتقوم البدن وهو تشهية الغذاء واختياره ، ويجانس اللمس فى شىء وهو فى أن المذوق يدرك فى أكثر الأمر [١] بالملامسة ، ويفارقه فى أن نفس الملامسة لا تؤدى الطعم ، كما أن نفس ملامسة الحار مثلا تؤدى الحرارة ، بل كأنه محتاج إلى متوسط يقبل الطعم ويكون فى نفسه لا طعم له وهو الرطوبة اللعابية المنبعثة من الآلة المسماة بالملعبة [٢]. فإن كانت هذه الرطوبة عديمة الطعوم أدت الطعوم بصحة وإن خالطها طعم ، كما يكون للممرورين من المرارة ، ولمن فى معدته خلط حامض من الحموضة شابت ما تؤديه بالطعم الذى فيه فتحيله مرا أو حامضا.
[١] فى تعليقة نسخة : قوله « فى اكثر الامر » لعل مراده ان الذايق قد يمكن أن يلمس بعض المذوقات ولا يحس منه طعم. [٢] قوله ـ قدسسره ـ « من الآلة المسماة بالملعبة » الملعبة بتقديم الميم وكسرها من : ل ـ ع ـ ب اسم آلة كالمكنسة اى آلة تورث الرطوبة اللعابية. والقرائة بتقديم الباء على اللام من : ب ـ ل ـ ع ملحونة.