responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشفاء - الطبيعيات المؤلف : ابن سينا    الجزء : 1  صفحة : 76

نظر. أما الصورة فإنها صورة الفعل و هو القتال، و ليس السؤال إلا عن علة وجودها عن الفاعل فلا يصلح أن يجاب لها، فإنها ليست علة لوجود نفسها عن الفاعل إلا أن تكون تلك الصورة هى غاية الغايات، كالخير ملا، فتكون لذاتها لا لسبب ما هى محركة للفاعل إلى أن يكون فاعلا [1] على النحو [2] الذي أومأنا إليه فى بيان نسبة ما بين الفاعل و الغاية، و مع ذلك فلا تكون علة قريبة لوجودها فى تلك المادة عن الفاعل بل علة لوجود الفاعل فاعلا فلا تكون من حيث هى موجودة فى المادة علة للفاعل، بل من حيث هى‌ [3] معنى و ماهية. فإذا كان السؤال عن كونها موجودة لم يصلح الجواب بها من حيث هى موجودة، بل من حيث هى معنى و ماهية، و ربما كانت الصورة [4] المسئول عنها ذات معنى داخل فيها أو عارض لها ذاهب مذهبها، فيكون يصلح أن يكون ذلك المعنى جوابا، لما يقال: لم عدل فلان، فيقال: لأن العدل حس، فيكون الحسن معنى فى العدل و جاريا مجرى الصورة، و لا تكون الصورة المسئول عنها جوابا، بل صورة غيرها، فإن الحسن هو جزء حد أو عارض لها، فإن‌ [5] الحسن معنى أعم من العدل إما عارض لازم و إما جزء حد له مقوم. و إذا صلحت الصورة أن يجاب بها هاهنا فقد دخلت من حيث هى كذلك فى جملة الداعى المحرك للاختيار و حكم المادة هذا الحكم بعينه. فإنه إذا قيل: لم نجر فلان هذا الخشب سريرا، فقيل: لأنه كان عنده خشب، لم يكن مقنعا، إلا أن يزاد فيقال: كان عنده خشب صلب صالح لأن ينجر منه سرير، و كان لا يحتاج إليه فى أمر آخر. لكن الأمور الإرادية يصعب أن تؤدى بعلة [6] بتمامها فيها، فإن الإرادة تنبعث بعد توافى أمور لا يسهل إحصاؤها، و ربما لم يشعر بكثير منها فيخبر عنها [7]. و أما الأمور الطبيعية فيكفى فيها من المادة الاستعداد و الملاقاة للقوة الفاعلة فيكون حصول نسبة المادة فيها جوابا وحده إذا ذكر فى السؤال حضور الفاعل، و أما إذا تضمن السؤال الغاية كما يقال: لم صح فلان؟ فيصلح أن يجاب بالمبدإ الفاعلى فيقال: لأنه شرب الدواء. و يصلح أن يجاب بالمبدإ المادى مضافا إلى الفاعل: فيقال: لأن مزاج بدنه قوى الطبيعة. و لا يكفى ذكر المادة وحدها، و أما الصورة فقلما يقنع و يقطع السؤال بذكرها [8] وحدها بأن يقال: لأن مزاجه اعتدل: بل يحوج إلى سؤال آخر يؤدى‌ [9] إلى مادة أو فاعل. و أما إذا كان السؤال عن المادة و استعدادها بأن يقال مثلا: لم بدن الإنسان قابل للموت؟ فقد يجوز أن يجاب بالعلة الغائية، فيقال: جعل ذلك لتتخلص النفس عند الاستكمال عن البدن. و قد يجوز أن يجاب بالعلة المادية، فيقال: لأنه مركب من الأضداد، و لا يجوز أن يجاب بالفاعل فى الاستعداد الذي ليس كالصورة، لأن الفاعل لا يجوز أن يعطى المادة الاستعداد، كأنه إن لم يعط لم تكن مستعدة [10] اللهم إلا أن يعنى‌


[1] فاعلا: مفاعلا د

[2] النحو: ساقطة من د.

[3] موجودة ... هى: ساقطة من د.

[4] الصورة: للصورة ط.

[5] فإن: و إن م.

[6] بعلة: العلة سا، م.

[7] عنها: عنه د، سا، م.

[8] يذكرها: ذكرها سا، م‌

[9] يؤدى: مؤدى ب، د، ط.

[10] ستعدة: مستعدا م.

اسم الکتاب : الشفاء - الطبيعيات المؤلف : ابن سينا    الجزء : 1  صفحة : 76
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست