اسم الکتاب : الشفاء - الطبيعيات المؤلف : ابن سينا الجزء : 1 صفحة : 4
نفضوا كل قوة، و حققوا كل قسمة، و سردوا[1]كل حجة، فإذا تلججوا فى المشكل و خلصوا إلى جانب[2]المشتبه، مروا عليه[3]صفحا.
و نحن[4]نرجو أن يكون وراء[5]ذلك[6]سبيل مقابلة[7]لسبيلهم،
و نهج معارض لنهجهم، و نجتهد ما أمكن فى أن ننشر عمن قبلنا الصواب، و نعرض صفحا
عما نظنهم سهوا فيه، و هذا هو الذي صدنا عن شرح كتبهم و تفسير نصوصهم؛ إذ لم نأمن
الانتهاء إلى مواضع يظن أنهم سهوا فيها، فنضطر إلى تكلف اعتذار عنهم، أو اختلاق
حجة و تمحلها لهم، أو إلى مجاهرتهم[8]بالنقض.
و قد أغنانا اللّه عن ذلك، و نصب له[9]قوما
بذلوا طوقهم فيه[10]و فسروا كتبهم، فمن اشتهى الوقوف على ألفاظهم، فشروحهم تهديه و
تفاسيرهم تكفيه، و من نشط للعلم و المعانى[11]، فسيجدها فى تلك الكتب
منثورة[12]و بعض ما أفاده[13]مقدار
بحثنا مع قصر عمرنا فى هذا[14]، الكتب التي[15]عملناها و سميناها كتاب الشفاء لى و تأييدنا و مجموعا. و اللّه
عصمتنا، و من هاهنا نشرع فى غرضنا متوكلين عليه.