اسم الکتاب : الشفاء - الطبيعيات المؤلف : ابن سينا الجزء : 1 صفحة : 292
[الفصل الثامن] ع- فصل[1]فى
بيان حال الحركات فى جواز أن يتصل بعضها ببعض اتصالا موجودا[2]أو امتناع[3]ذلك
فيها[4]حتى يكون بينها[5]سكون
لا محالة
قد عرفنا أن الحركة كيف تكون واحدة و كيف تنضام الحركات، و عرفنا[6]أنها كيف تتقابل، فحرى بنا أن نعلم أن أى الحركات تتصل بأي الحركات،
و أيها[7]لا يتصل، بل يتشافع و يتتالى.
فنقول: أما[8]المختلفة
الأجناس فلا شك أنها[9]إذا تعاقبت على موضوع واحد، لم يكن على أنها حركة واحدة بالاتصال و
أما المتفقة الأجناس كاستحالة و استحالة و نقلة و نقلة فخليق بنا أن نحقق[10]الأمر فى ذلك[11]. فإنه
مما يعظم فيه الشك، أنه هل تتصل حركة الحجر[12]الصاعدة بحركته[13]النازلة،
و الحركة على قوس بالحركة على وترها، و بالجملة هل تتصل[14]الحركتان[15]اللتان[16]يفرض لكل واحدة[17]منهما[18]شيء عنه و إليه الحركة، فيكون لأحدها غاية و للآخر[19]مبدأ[20]، كنقطة[21]هى طرف مسافة[22]، أو كيفية هى نهاية حركة
إليها أو مقدار، أو غير ذلك. فإن قوما جوزوا هذا الاتصال، و قوما[23]لم يجوزوا[24]، و أوجبوا[25]أن يكون بين أمثال هذه الحركات سكون. و للمجوزين حجج و للمانعين[26]حجج، فلنعدها[27]، و لنكشف عنها، ثم لنورد ما
عندنا. فمن حجج المجوزين قولهم: أ رأيتم حجر رحى يرمى[28]إلى فوق، أو ينزل إلى أسفل، و يعارضه فى مسلكه حصاة صغيرة حتى تماسه،
أ تسكن[29]تلك الحصاة أو لا