responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إيقاظ النائمين المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 62

لم يكشف إلا لأولي الألباب و أولو الألباب حقيقة هم الزاهدون في الدنيا و الراغبون في الآخرة و لهذا قد أفتى بعض الفقهاء إذا أوصى رجل بماله لأعقل الناس أنه يصرف إلى الزهاد لأنهم أعقل الخلق و قال صاحب الفتوحات المكية من لا كشف له لا علم له و قال بعضهم إن نسبة البصيرة إلى مدركاتها كنسبة البصر إلى مدركاته فكما أن للبصر نورا كل ما يقع في ذلك النور فهو يدركه فكذا البصيرة نور كل ما يقع فيه فهو يدركها و لا يدرك حقيقة هذا النور إلا من له نور و من لم يجعل الله له نورا فما له من نور و هكذا إدراكات جميع الأنوار حتى نور الأنوار و كل ما ازداد النفس نورية و شروقا ازداد انبساطا فيقع فيه المعلومات أكثر و هكذا يكون الحال في كل مستمل أما إذا العالم بحيث يكون كمالا له الممكنة له موجودة معه بالفعل كالعقول الفعالة فلا يزداد نوريته و لا يشتد و لا يتجاوز مرتبته في العلم و ما منا إلا له مقام معلوم‌[202] ثم إن كان الكمال و النور بحيث لا يمكن أكمل منه و لا أنور كان جميع الأشياء واقعة في نوره بل يكون نوره نافذا في الكل متصرفا فيها محيطا بها أزلا و أبدا و لا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض و لا في السماء[203] و هاهنا أسرار لا يجوز التعبير عنها لعزتها و شرفها يتفطن لبعضها من وفق لها من أهلها. قال الحكماء: العقل نور الله و لا يهتدي إلى النور غير النور لا يظهر صور فردانية إلا في مرآة فردانية النفس مرآة الله و مرآة الله لا يشبهها مرآة الأجسام و نعم ما قيل إذا وضعت على سواد عينك جزءا من الدنيا لا ترى شيئا و إذا وضعت على سويداء قلبك كل الدنيا كيف ترى بقلبك شيئا مثنوى‌

گر چه موئى بد گنه‌[204] كو جسته بود

ليك آن مو در دو ديده رسته بود

 


[202] سورة الصافات 37، آية 164.

[203] سورة سبا 34، آية 3.

[204] م و ا: كند

اسم الکتاب : إيقاظ النائمين المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 62
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست